004

             
  

     

 

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عيـد الأضحى 1434 هجري ـ أكتوبر 2013 م

كتبها الشيخ : عبد الرزّاق طاهر فارح

ترجمها:  د . فهيم بوخطوة

 

10 ذوالحجّة 1434

15 أكتوبر 2013 

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله

أيها المسلمون : إنكم في يوم كريم وعيد عظيم ، يومكم هذا هو يوم الحج الأكبر، أعظم الأيام عند الله بشهادة رسول الله ، إنه يوم النحر وعيد الأضحى ، آخر ألأيام العشرالمعلومات ، تتلوه ثلاثة أيام معدودات ، هي أيام أكل وشرب وذكر لله ، قال عليه الصلاة والسلام : }أعظم الأسام عند الله يوم النحر ثم يوم القر{ . وقال عليه الصلام والسلام : }يوم الفظر ويم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب{ .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

في هذا اليوم العظيم ـ أيها المسلمون ، وفي أيام التشريق بعده ، يجمع المسلمون بين ذكر الله بالصلاة والتكبير والتهليل والتحميد ، وبين التقرب إليه بذبح الأضاحي وإراقة دمائها على إسمه تبارك وتعالى . عن البراء  رضي الله عنه قال: "خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال }إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجغ فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ، ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو شاة لحم عجله لأهله ، ليس من النسك في شئ{" . وقال عليه الصلاة والسلام : }أيام التشريق أيام أكل وشرب وذلا لله {. ولقد أمر صلى الله عليه وسلم بالصلاة والنحر شكرا لربه على ما خصه به من أكرم العطايا والمزايا ، فقال له ربه سبحانه } إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر  108-1 إلى3{. ومن ثم فإن أعظم شكر المسلم لمولاه على ما أعطاه من النعم وما خصه به من الفضائل ، أن يعمل بطاعته ويتقرب إليه بما يحبه . قال سبحانه وتعالى : } إعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور{ 34-13 .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها المسلمون : يحرص المسلمون في كل موسم من المواسم الخير على التزود لأخراهم بالعمل الصالح ويسلكون طرقه المتعددة ويأخذون منكل نوع منه بطرف ، ما بين صلاة وصيام ، وحج وعمرة وقيام ، وذبح وصدقة وقراءة قرآن ، ودغاء وذكر وشكر ، وتسبيح وتحميد  وتهليل ،وترى منهمن الحرص على الإستكثار من العمل وإتقانه في الظاهر ، ولعلمهم بفضائله وإيمانهم بالأجور المترتبة عليه ، وذلك فعل محمود ، وحرص مطلوب ، وعمل مبرور وإبتغاء من فضل الله مشكور ، وفيه خير كثير لمن آمن واتقى وصدّق بالحسنى ، إلا أن ثمّة أمرا ذا أهمية بالغة ومكانة عالية ، نغفل عنه كثيرا إلا من رحم الله ، مع أنه عماد العمل وأساسه وأصله، ذلكم هو إصلاح القلوب وتنقيتها ، وتزكية النفوس وتطهيرها ، فإن من الناس من يجتهد ويبذل ما في وسعه ، ويحرص على إغتنام الأوقات في الصالحات ، ثم لا يؤتى جهده الثمرة المرجوّة منه ، ولا يصل به إلى هدفه الذي أراده ، ولا يبلغه مبتغاه الذي سعى إليه ، وحاشا لله أن يرد عبدا أقبل عليه ، أو يبعد متقربا إليه . كيف وهو القائل سبحانه في كتابه العزيز : }فاذكروني أذكركم{. والقائل في الحديث القدسي المتفق عليه :[أنا عند حسن ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرّب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة] .

وإنّ صلاح القلوب وتزكية النفوس مطلب جليل وواجب كبير ، غفل عنه كثير من المسلمين ، مع أنه المحكّ وعليه مدار العمل صحة وفسادا . وإنه لجهل ذريع وخطأ شنيع ، وسوء فهم وقلة فقه ، أن يهمل العبد قلبه وهو موضع نطر ربه ، ثم يركز جهده على أعمال الجوارح الظاهرة ، التي لا ينظر الرّب تعالى إليها ، والقلب خاوٍ فاسد خرب . قال عليه اصلاة والسلام : }إنّ الله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم{ .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

عباد الله ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم

الخطبة الثانية

أما بعد ،  فاتقوا الله تعالى حق تقاته ، وسارعوا إلى طاعته ومرضاته .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها المسلمون ، إن من أشد الذنوب إنتشارًا في مجتمعنا اليوم ، مما يحول بين العباد بين رحمة ربهم وتوفيقه ، وقبول أعمالهم ، هي قطيعة الأرحام ، وصرم الأقارب وهجر الإخوان ، تلك الآفة التي أصمّت الآذان ، وأعمت الأبصار وأقفلت القلوب ، وأفسدت الأرض بعد إصلاحها ، وخرّبت الديار . قال سبحانه وتعالى : }فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدُواْ فِى ٱلأَرضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرحَامَكُم (22)أُوْلَـٰئكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمَىٰ أَبصَـٰرَهُم (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلقُرءَانَ أَم عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقفَالُهَا (24) { 47 – 22 إلى 24. وفي المتفق عليه قال الله تعالى للرّحِم : }تفتّح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس ، فيغفر فيها لكل عبد لا يُشرك بالله شيئا ، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحنناء فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا { . وقال في المتفق عليه : }لا يدخل الجنة قاطع { أي قاطع رحم .

فيا معشر المسلمين ، إتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم ، فإن من الخسارة والغبن أن يظل المرء سنوات يعمل ويجتهد ، ثم لا يُرفع له عمل ولا تقبل له حسنة ، والسبب أنه عقّ أمه أو أباه ، أو قطع أخته أو أخاه ، أو هجر قريبا له أو جار ، أو صرم زميلا أو صديقا ، قال عليه الصلاة والسلام : }لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الي يبدأ بالسلام { .

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

 

 


Faheem Bukhatwa, my email address is : faheemfb@gmail.com