005

             
  

     

 

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عيـد الأضحى 1434 هجري ـ أكتوبر 2013 م

كتبها الشيخ : سالم عبد الحفيظ

ترجمها:  د . فهيم بوخطوة

 

10 ذوالحجّة 1434

15 أكتوبر 2013 

 

 الله أكبر(9 مرات) الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا

أيها الإخوة: نحن في يوم العيد، في يوم الحج الأكبر، في اليوم الذي تقضى فيه جميع مناسك الحج، في اليوم الذي قال عنه النبي  فيما رواه أبو داود: "إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر". في هذا اليوم يجتمع المسلمون في العالم كله ويحتفلون ببهجة العيد وسروره، فتُنحرُ الأضاحي، وتُقدمُ الصدقات، ويتزاورُ الأهل والأصدقاء، ويلبس الناسُ الجديد من الثياب.

العيد في بعده الديني هو شعيرة من شعائر الله تعالى، التي ينبغي أن تظهر وتبرز في المجتمع الإسلامي، مع ما يرافقها من تكبير وتهليل وتحميد صبيحة العيد، واجتماع للصلاة، ونحر الأضاحي، وغيرها من الأعمال.

والعيد في معناه الإنسانيّ يوم تلتقي فيه قدرة الغنيّ، وضعف الفقير على فريضة وفضيلة عنوانها: الزكاة والإحسان والتوسعة على الفقراء والمعوزين.

والعيد في بعده الاجتماعي ساعة يتلاقى الناس ويتزاوروا، فتتجدد الصلة الإجتماعية بينهم على أقوى ما تكون حباً ووفاءاً وإخاءً.

والعيد في بعده الإيماني يذكرنا بأن الابتلاء المقرون بالصبر والتسليم لله، طريق القرب والوصول إلى جناب الله، يذكرنا بأن التوكل الحقيقي لا يكون إلا على الله، يذكرنا بأن الابتلاء من سنة الله في عباده الصالحين "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل". وأن بعد الابتلاء المقرون بالصبر نصراً وعزاً، كما أنه بعد العسر يسراً، وبعد الهم فرجاً .

وهذه المعاني والأبعاد كلها تُمَثل شيئاً من حكمة العيد في الإسلام؛ فالعيد بهذا المعنى يبعث الأمل، ويجدد الحياة، ويعطيها مذاقا آخر وطعما آحر.

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

سمي هذا العيد بعيد الأضحى لأن الحاج يقدم فيه أضحية، وكأنها بمعنى الفداء عن الذات لله سبحانه، كما فدى نبي الله إبراهيم عليه السلام كبشا عن إسماعيل، وذلك بعد أن تمنى على ربه وهو في منى، أن يجعل مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فأعطاه الله ما تمنى

في حادثة مثلت أعظم امتحان إلهي يتعرض إليه الإنسان، الامتحان الذي وصفه القرآن الكريم بالبلاء المبين في قوله تعالى (إن هذا لهو البلاء المبين) ــ الصافات، آية: 106

وأراد الله سبحانه بهذه الأضحية أن يذكر الناس بالامتحان العظيم الذي مر على أبي الأنبياء إبراهيم الخليل، حين أمره سبحانه أن يذبح ابنه إسماعيل، الامتحان الذي شرحه القرآن الكريم في سورة الصافات في قوله تعالى فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين ــ الآيات: 101ــ 108.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها الإخوة: لقد وقف مئات الآلاف من المسلمين من شتى أنحاء العالم في ع  رفات يهتفون ولازالوا يهتفون بهذا النشيد الذي هتف به ملايين البشر من عهد إبراهيم الخليل-عليه السلام- ويهتفون به اليوم، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يعلنون فيه جميعا أنهم يعبدون إلها واحدا لا شريك له جل في علاه: [لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك]. هذا الدعاء أيها الإخوة اعتراف بعظمة الخالق سبحانه، وبقوته وسلطانه، واعتراف بإفضاله وإنعامه.

أيها الإخوة: أوصيكم ونفسي بتقوى الله، واعلموا أن هذه أيام العيد أيام أكل وشرب وذكر الله، وتوسعة على الأهل والأقارب.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

 

 

 


Faheem Bukhatwa, my email address is : faheemfb@gmail.com