Checkout

خطب عيد الفطر

faheemfb@gmail.com

01

      

 

    
 

     


بسم الله الرحمن الرحيم

عيد الفطر (1427هـ 2006م)

 

كتبها :

ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة

 

01 شوَّال 1436 هـ

17  يوليو 2015  م

 

 

الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا . الله أكبر وحده ، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ،

 

الله أكبر ما لاح صباح عبد وأسفر ، الله أكبر ما صام صائم وأفطر ، الله أكبر ما هلل مهلل وكبّر ، الله أكبر عدد خلقه وزنة عرشه ورضى نفسه ومداد كلماته ، الله أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد . والحمد لله الذي لا واضع لما رفع ، ولا رافع لما وضع ، ولا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع . علا بقهره وقدرته وذاته فوق جميع مخلوقاته ، وصلي اللهم وسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيد الأولين والآخرين وإمام الحفى المحجلين وعلى آله وصحبته ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .. أما بعد :

 

أيها الناس نعم إن هذا اليوم هو يوم عيد ، عيد لنا نحن المسلمون . فالأعياد عندنا في الإسلام عبادة شرعها الله عز وجل وبلغها نبيه صلى الله عليه وسلم ، والأعياد عندنا عيدان ، عيد الفطر وهو الذي يأت بعد عبادة الصيام التي هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وعيد الأضحى وهو الذي يأت بعد عبادة الحج الركن الرابع من أركان الإسلام . فليس العيد لمن لبس الجديد ، ولكن العيد لمن أخلاقه تزيد . ولهذا لمّا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما ، فقال {إن الله قد أبدلكم يومين خيرا منهما ، يوم الفطر والأضحى } . فأبدل الله هذه الأمّة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو .

 

وأقول لكم أيها الأحباب إن الخواص أيام الدنيا كلها لهم أعياداً ، كما قال الحسن بن علي رضي الله عنهما : كل يوم لا يعصي الله فيه فهو عيد ، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد

 

جاء عن إبن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً أنه إذا كان يوم الفطر هبطت الملائكة إلى الأرض ، فيقومون على أفواه السكك ينادون بصوت يسمعه جميع من خلق الله إلا الجن والإنس ، يقولون: يا أمّة محمد أخرجوا إلى ربّ كريم يعطي الجزيل ، ويغفر الذنب العظيم ، فإدا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ فيقولون: إلهنا وسيدنا ، أن توفيه أجره ، فيقول: إني أشهدكم أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم وقيامهم رضائي ومغفرتي ، إنصرفوا مغفوراً لكم ..

 

فيا من صمت رمضان ويا من قمت رمضان ، وخرجت اليوم تبتغي القبول من الرحمن ، فأبشر بروح وريحان وربّ غير غضبان .

 

اليوم توفي النفوس ما كسبت            ويحصد الزارعون ما زرعوا

إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهـم         وإن أساءوا فبئس ما صنعـــوا

 

أيها الأحباب لقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم في خطبة العيد يوصي وصايا فذة جامعة مانعة ، شريفة المعاتني والمباني ، وعظيمة المقاصد والمآلات وبليغة العبر والعبارات وصادقة القول وخالصة النصح . لقد خطب فقال إن أموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ، ألا هل بلّغت ؟ قالوا" نعم . قال: اللهم أشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فرب مبلغ أوعى من سامع . فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض .

 

الله أكبر الله أكبر ،، أيها الأحباب أوصيكم بوصية الله عز وجل ، قال تعالي: {يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} آل عمران 102 . وقال {يأيها الذين آمنوا إتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ، إن الله خبير بما تعملون }  الحشر 19. وجاء عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن } .

 

والتقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل باتنزيل والرضى بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل .

 

ألا إنما التقوى هي العـــز والكرم           وتركك التقوى هي الــذل والـــنقم

ولـيـس عــلى إمـرءٍ خليـقـت          إن حقق التقوى وإن حال أو جحم

 

الله أكبر ، الله أكبر  ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . أيها الأحباب أوسيكم أيضا بالتمسّك بكلمة التوحيد والوحدة ، بالعروة الوثقى بــ لا إله إلا الله ، عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نقاتل ، وعليها نلقى الله سبحانه وتعالى . قال تعالي {قل أغير الله أتخ وليّا ، فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم ، قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين}

 

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .

 

أيها الأحباب الكرام ، أيها المسلمون عليمك بالجماعة ، وعليكم بالوحدة والحث على الأستمساك بأهدافها ، والتفير من المساس بها أو تعكير صفوها أو تهوين عراها بأي صورة من الصور وتحت أي إسم من الأسماء . قال تعالي { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا{

 

أيها المسلمون لا تنسوا إخوانكم المسلمين في كل مكان من الدعاء ومد يد العون والمساعدة ولا سيما إخوانكم الذين هم في أرض الرباط في فلسطين الحبيبة وفي بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فأنهم في أمس الحاجة الي مد يد العون والمساعدة والمساندة لهم فلا تخذلوهم كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله فمن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ، ومازال الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .

 


faheemfb@gmail.com   فهيم أبوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني