خطب عيد الفطر |
![]() |
![]() |
04 |
بسم الله الرحمن الرحيم
عيد الفطر (1435هـ 2014م)
كتبها : الشيخ سالم الفيتوري
ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة
01 شوَّال 1435 هـ
17 يوليو 2014 م
الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان عل عبده ليكون للعالمين نذيرا.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا
أيها الإخوة والأخوات: نحن في يوم العيد: إن تكبيرات العيد إعلان لانتصار الآخرة على الآولى، لانتصار الطاعة على المعصية، إعلان لانتصار الدين على الدنيا، فالله أكبر من الدنيا وما فيها: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:45].
نحن في يوم العيد: يوم بر ونعمة، ويوم سلامة ورحمة، هذا يوم يفرح فيه المسلمون ويحمدوا ربهم أن هداهم للإسلام، ويشكروه سبحانه أن وفقهم لإتمام فريضة الصيام. قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم -: "للصائم فرحَتان: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عند لقاء ربِّه" رواه مسلم
نحن في يوم العيد: والعيد أيها الإخوة والأخوات مناسبة طيبة لجمع الشمل، ورأب الصدع، وزوال الخصام بين المتخاصمين، وهذا من رحمة الله بهذه الأمة.
ما أجمل أن يكون العيد فرصة لصلة المتهاجرين، والتقاء المتقاطعين. إن الرجل الكريم هو من يعف عن الزلة، ولا يحاسب على الهفوة، حاله كما قال الأول:
وإن الذي بيني وبين بني أبي ... وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم ... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القـديم عليهم ... وليس رئيس القـوم مـن يحمل الحقد
لابد أن تكون النفوس كبيرة تتسع لهضم البغضاء، وقضم العداوات، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى:37].
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم: "ما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا".
أيها الإخوة والأخوات: جاء تشريع العيد ليُوثق المعنى الإسلامي الإيجابي للحياة، وليُثبت قيم الانفتاح على الفرح، والتسامح مع ألوان اللهو البريء، والابتهاج بمُتع الدنيا وخيراتها
يوم العيد هو الفرح واللعب والانبساط، وقد وكان الحبشة يلعبون بالمسجد بالحراب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (دونكم بني أَرْفِد) وقال لتَعلَمَ يهودُ المدينةِ أنَّ في دينِنا فُسحةً: إنِّي بُعِثتُ بحَنيفيَّةٍ سَمحةٍ