Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

 65


     


بسم الله الرحمن الرحيم

الشهادة : لا إله إلاَّ الله

  

كتبها : ش  د . يونس صالح

ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة

  

00 / ممممممم / 0000 هـ

00 / ممممممم  / 0000 م

  

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى، ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه، فبتقوى الله تزكـّوا الأعمال، وتُحفظون في الحال والمال. تقوى الله أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه.

وأوامر الله سبحانه كثيرة، منها ما هو من أصول الدين وأركانه، فلا يصح الدين إلا به، ومنها ما هو من واجباته وفرائضه، فتاركه آثم معرّض للوعيد والهلاك، ومنها ما هو من سنن الدين ومكملاته، يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه.

وإن أعظم أركان الدين وأهم مهماته كلمة واحدة، يدخل بها الإنسان الإسلام، فيكون له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، إذا قالها الإنسان عصم ماله ودمه وحرم التعرُّض له بقتل أو سلب مال أو غير ذلك من الأذى. من قالها بإخلاص سعدت نفسه في الحياتين، وارتفع قدره في الدارين الآخرة والأولى، ومن كانت آخر كلامه في الدنيا دخل الجنة، ألا وهي شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

عباد الله، هذه الكلمة الجامعة هي أساس دعوة المرسلين جميعًا، ما بعث الله الرسل إلا لتحقيقها، فكل نبي يقول لقومه: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ). والله يقول عن جميع الرسل: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ).

هذه الكلمة العظيمة التي بعث الله بها جميع الرسل يجب على المسلم أن يعرف معناها وفضلها وثوابها، وأن يعمل بمقتضاها.

أما معناها فإن معنى هذه الكلمة أن الذي يستحق العبادة هو الله وحده دون ما سواه، فلا معبود بحق سوى الله، وكل معبود سواه فباطل، قال الله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).

وأما مقتضاها فإنه أن تفرد الله وحده بالعبادة، فلا تعبد معه غيره، وتتبرأ من كل معبود سوى الله، وتفعل أوامره وتجتنب نواهيه.

فمن عرف معنى هذه الكلمة لم يقلها إلا إذا كان سيعمل بمقتضاها، فإن المشركين من قريش لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ((قولوا: لا إله إلا الله)) قالوا: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ؛ لأنهم فهموا معنى الكلمة، وهو عبادة الله وحده، أما مشركوا  اليوم فإنهم لا يعرفون معناها ولا يعملون بمقتضاها، فتجد الواحد منهم يقول: لا إله إلا الله ثم يتجه إلى الأصنام والأشجار والقبور يدعوها من دون الله سبحانه.

عباد الله، إن جميع أعمال الإسلام داخلة في شهادة أن لا إله إلا الله؛ من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً وكلِّ أمر أمر الله به ورسوله واجتنابِ كل ما نهى الله عنه ورسوله، ولما منع بعض العرب الزكاة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم الصحابة رضي الله عنهم وقالوا: إن الزكاة من حق لا إله إلا الله، ولما قيل لوهب بن منبه رحمه الله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟! قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وألا لم يفتح.

ومما يناقض هذه الشهادة الشرك بالله سبحانه بصرف شيء من العبادة لغيره، سواء كان من الشرك الأكبر أو الأصغر، وكذلك المعاصي فإنها تنقصها وتقلل من ثوابها وفائدتها.

وأما فضل هذه الكلمة فإن الله أرسل بها جميع الرسل، وجعلها الفارقة بين الإسلام والكفر، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله)) أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وهي المنجية من النار، فعن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)) أخرجاه في الصحيحين، وهى كلمة الإخلاص ، والإخلاص هو توحيد الله وإفراده بالألوهية والربوبية ، ونفي الشرك والمماثل له قال تعالى (فاعبد الله مخلصا له الدين * ألا لله الدين الخالص) الزمر (2،3) ، وكلمة الإحسان لأنها أحسن بها العبد إلى نفسه بتوحيد الله تعالى ، قولا باللسان ، واعتقادا بالجنان ، وعملا بالأركان ، فأحسن الله تعالى إليه بالجزاء الأوفى والمثوبة العظمى قال تعالى : (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) الرحمن (60) ، وهى كلمة العدل ، قال تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) قال ابن عباس رضي الله عنهما : العدل شهادة أن لا إله إلا الله ، والإحسان : الإخلاص فيها حتى لا تشوبها شوائب ، وهى كلمة الله العليا أي المستعلية على كل شئ لأحقيتها وعظمتها ، قال تعالى (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا) وكلمة السواء قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينك ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران :64

وأما ثوابها فقد تواردت الأدلة الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذه الكلمة، فمن ذلك أن من قالها في يوم مائة مرة كان كمن أعتق عشرة أنفس من ولد إسماعيل، ومن قالها في يوم عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، وعتق الرقبة من أفضل الأعمال في الإسلام.قال ابن عباس رضي الله عنهما لو يعلم المذنبون ما في قول لا اله إلا الله لأكثروا من ذكرها فإن الليل والنهار أربع وعشرين ساعة ولا إله إلا الله محمد رسول الله أربعة وعشرون حرفا كل حرف منها يكفر ذنوب ساعة ،  وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله بها بعد كل صلاة وإذا أصبح وأمسى وقال صلى الله عليه وسلم (أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله .

فاتقوا الله عباد الله، والزموا أوامر ربكم، وتعلموا أحكام دينكم وما ينجيكم من عذاب ربكم.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين

.


faheemfb@gmail.com   فهيم أبوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني