| 
     خطب الجمـعة |  | 
     | 106 | 
بسم الله الرحمن الرحيم
الإحسان والمحسنين
الشيخ: د. يونس صالح
ترجمها: د . فهيم بوخطوة
11 رجب 1430 هـ
03 يوليو 2009 مـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أمّا بعد: فيا أيّها النّاس ، إتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى . عبادَ الله، يقول الله جلّ جلاله في كتابه العزيز: إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ[النحل:90].
أخبرنا تعالى أنّه يأمرنا بالإحسان. الإحسانُ خلقٌ كريم وعمل من أفضل الأعمال، بل مرتبةُ الإحسان في الدّين هي أعلى المراتب، فللإسلام مراتبُه الثلاث: الإسلام والإيمان والإحسان، فالإحسان أعلى مراتِب الإيمان.
أيّها المسلم، إنّ دينَ الإسلام جاء لينظِّم حياةَ المسلم حتى تكون حياتُه حياةَ خير، وحياةً ينعَم بها في دنياه ويسعَد بها يوم لقاء الله. دينُ الإسلام جاء ليرشِدَ المسلم إلى أن يكونَ مسلمًا حقًّا باعتقاده وقوله وعمله، ليكون عضوًا نافعًا في أمّته، وليسعد في نفسه، وليسعد به مجتمعُه المؤمن، بل تسعد به الخليقة كلّها.
هكذا دينُ الإسلام الذي بعثَ الله به محمّدًا ، جاء بكلّ خير وصدَق الله: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإسْلاَمَ دِينًا[المائدة:3].
أيّها المسلم، فما حقيقة هذا الإحسان؟ الإحسانُ هو إتقان الشيء وإكماله، هو إتقان العمَل وإكماله على الوجه المرضيّ، وهذا الإحسانُ جاء ذكرُه في القرآن في آيٍ كثيرة.
فأوّلاً: أمر الله به فقال: وَأَحْسِنُواْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ[البقرة:195]، وَٱبْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ[القصص:77].
ثانيًا: جاء في القرآنِ بيانُ فضلِ المحسنين، وأنّ الله أحاطهم بعنايته وأيّدهم بنصره، فأخبر جلّ وعلا أنّه مع المحسنين: إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ[النحل:128]، معيّةٌ خاصّة تقتضي هدايتَهم وعونَهم وأن يمدَّهم بنصرٍ منه وتأييد. وأيضًا جاء في القرآن بيانُ حال المحسنين، وأنّ الإحسانَ سببٌ ينقذ الله به العبدَ من المهالك، فيجعلُ له من كلّ همٍّ فرجًا، ومن كلّ ضيق مخرجًا، ومن كلّ بلاءٍ عافية، ويخلّص مِن مكر أعدائه، قال يوسف عليه السلام: قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ[يوسف:90]. والمحسنون يمدّهم الله بعونِه، ويعطيهم فرقانًا يفرّقون به بين الحقّ والباطل، فلا يلتبس الحرام عليهم من الحلال، ولا طريقُ الحقّ من طريق الهدى، قال تعالى عن يوسف عليه السلام: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَٱسْتَوَىٰ ءاتَيْنَـٰهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ[القصص:14].
الإحسانُ خلقٌ يكتسِب أهلُه الثناءَ من الله ثم الثناءَ من عباده، قال تعالى عن أنبيائه: سَلَـٰمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِى ٱلْعَـٰلَمِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ[الصافات:79، 80]، وقال: سَلَـٰمٌ عَلَىٰ إِبْرٰهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ[الصافات:109، 110]، وقال عن موسى وهارون: سَلَـٰمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ[الصافات:121، 122].
أيّها المسلم، وحقيقةُ الإحسان الكامِل ما بيّنه محمّد في حديث جبريل لمّا سأله قال: يا محمّد، ما الإحسان؟ قال: ((أن تعبدَ الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك)) [1]، أن تعبدَ الله كأنّك تراه، أي: عبادةَ الموقن الجازِم الذي كأنّه يرى الله، وإن لم تراه فاعلم أنّه يراك ومحيطٌ بك،
أيّها المسلم، الإحسانُ فيما بينك وبين الله، والإحسان فيما بينك وبين عبادِ الله. فالإحسان فيما بينك وبين الله امتثال أوامر الله جلّ وعلا بتنفيذِها حسب ما أمرك الله، والابتعاد عن مناهِي الله وعن كلّ وسيلةٍ تقرّبك إلى ذلك، ثمّ إحسانك إلى عبادِ الله بأنواع البرّ والمعروف والإحسان. ومن الإحسانِ ما هو مفروض، ومنه ما هو كمال وعملٌ صالح، يزداد به العبد قربةً إلى الله جلّ وعلا.
أيّها المسلم، فعلُ الإحسان ضدّ الإساءة، لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ أَسَاءواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِى ٱلَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِٱلْحُسْنَى[النجم:31]. وإنّ للمحسنين ثوابًا عظيمًا عند الله، هَلْ جَزَاء ٱلإِحْسَـٰنِ إِلاَّ ٱلإِحْسَـٰنُ[الرحمن:60]، إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ ءاخِذِينَ مَا ءاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ[الذاريات:15، 16]، وقال: إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً[الكهف:30].
أيّها المسلم، فأعظمُ الإحسان عليك إحسانُك لأعمالك فيما بينك وبين الله، أن تخلصَ لله عملَك، فتبتغي بعملك وجهَ الله والدارَ الآخرة، ثمّ تحسن العملَ فيكون عملك على وفق ما شرع الله ورسوله، فإنّ الله لا يقبل عملَ عامل إلا إذا كان عمله خالصًا لوجه الله، وكان عمله على وفق ما شرع الله، فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا[الكهف:110].
إحسانُك في توحيدِ الله بأن تعبدَ الله وحده لا شريك له، لا تجعل له شريكًا ولا ندًّا، تعلم أنّ العبادةَ بكلّ أنواعها حقّ لربّنا جلّ وعلا، ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَـٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ[لقمان:30]، لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَىْء[الرعد:14]. فالموحّدون لله المخلِصون لله توحيدَهم هم المحسِنون حقًّا، الذين قالوا: "لا إله إلا الله" بألسنتِهم، وعمِلوا بمقتضاها بجوارحهم، واعتقدوا معناها بقلوبهم، فعبدوا الله وحده وأخلَصوا له الدين.
أيّها المسلم، إحسانُك في صلاتك أداءُ أركانِها وواجباتِها واستكمالُها بأداء سننِها، أداؤها في الوقتِ الذي أوجب الله عليك أن تؤدّيها فيه، أداؤها في المسجِد والجماعة، فكلّ هذا من إحسان العبادةِ لله، كَانُواْ قَلِيلاً مّن ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِٱلأَسْحَـٰرِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[الذاريات:17، 18]. إحسانُك العملَ في صلاتك بأدائها على الوجهِ الذي يرضِي اللهَ عنك، ثم تكمّل هذا الإحسانَ بنوافل الصلوات الخمس، وما يزيد [على] ذلك من النوافل التي تكون زادًا لك يوم قدومك على الله.
إحسانُك في زكاتِك إخراجُها وإحصاؤها وإيصالُها إلى مستحقّيها لتكونَ ممّن قال الله: وَٱلَّذِينَ فِى أَمْوٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لّلسَّائِلِ وَٱلْمَحْرُومِ[المعارج:24، 25].
إحسانُك في صيامك وحجِّك بإكمالهما على الوجه المرضيّ الذي شرعَه الله ورسوله.
أيّها المسلم، ثمّ إحسانُك فيما بينك وبين عباد الله، فقد أوجب الله عليك الإحسان إلى الوالدين: وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا[الإسراء:23]، وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا[النساء:36]. وأمر بالإحسان للرّحم بصلتها كما أمرك الله به، ورغّبك بالإحسان إلى الجيران والإحسان إلى المساكين والإحسان إلى الأيتام والإحسان إلى الأرامل، فكلّ ذلك من المعروفِ الذي تنال ثوابَه يومَ قدومِك على الله. بَل أمرك نبيّك بالإحسان حتّى للبهائم، يقول : ((دخلَت امرأة النارَ في هرّة؛ لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خَشاش الأرض)) [2]، وأخبَر أنّ في البهائم أجرًا في سقيِها وإطعامها ولو كانت غيرَ مأكولة اللّحم. أخبرنا أنّ رجلاً ممّن قبلنا كان يمشي في البرّيّة فاشتدّ به الظمأ، فرأى بئرًا فنزل وشرِب، ثم لمّا صعد رأى كلبًا يأكل الثّرى من الظمأ، فقال: لقد بلغ بالكلب من الظّمأ مثلُ ما بلغ بي، فنزل البئرَ وملأ خفّيه من الماء، وأمسكَهما بفيه، ثمّ سقى بهما الكلب، قال النبيّ : ((فشكر الله له فأدخله الجنّة))، قالوا: أوَلنا في البهائم مِن أجر؟! قال: ((إنّ في كلّ كبدٍ رطبة أجر)) [3]، وأخبر أنّ بغيًا من بني إسرائيل سقت كلبًا على ظمأ فشكر الله لها فغفر لها ذنبها [4].
أيّها المسلم، وحتى الإحسان إلى البهائم في قتلِها، يقول : ((إنّ الله كتب الإحسانَ على كلّ شيء، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذِّبحة، وليحدَّ أحدكم شفرتَه، وليرِح ذبيحتَه)) [5]. وحتى قتل الإنسان في الحدود الشرعيّة أو القصاص أُمرنا بالإحسان، فنصوص الشريعة تنهى عن المُثلة، ونهى النبيّ عن قتل الحيوان صبرًا [6]، كلّ ذلك رفقًا وإحسانًا حتى في تنفيذ الحدود.
أيّها المسلم، فأحسِن إلى الأبوين خدمةً ونفقةً وطاعةً وسمعًا لهما ومخاطبةً لهما بأحسن الخطاب، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا[الإسراء:23، 24].
أيّها المسلم، أحسِن إلى الجار بكفِّ الأذى وبَذل المعروف، أحسِن إلى الرّحم بالصلة والإحسان إليهم، أحسِن إلى الأيتام والمساكين، فارحم ضعفَهم وعجزَهم، واسعَ لهم في الخير لتكونَ من المحسنين.
أيّها المسلم، أحسِن إلى أولادِك بتربيتهم على الخير وبتوجيهِهم لطرقِ الهدى وحملهم على الأخلاقِ الفاضلة والنأيِ بهم عن كلّ الأعمال الرذيلة والرديئة. أحسِن إليهم بالإنفاق عليهم. أحسِن إليهم بتزويجهم وإحصانِهِم عمّا حرّم الله عليهم. أحسِن إلى الزّوجة بالإحسان إليها ومعاشرتِها بالمعروف، بل قد أمَر الله المسلمَ أن يكونَ إحسانه لامرأته حتّى في فراقها: ٱلطَّلَـٰقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَـٰنٍ[البقرة:229]، أي: فليكن فراقك إذا أردتَ الفراقَ يكون بإحسانٍ بلا عنفٍ ولا شقاق ولا نِزاع.
أيّها المسلم، أحسِن إلى النّاس في تعاملك معهم، فاصدُقهم في التّعامل، وإيّاك والكذبَ والغشّ والخيانة.
أيّها المسلم، أحسِن إلى النّاس حتى في مخاطبتهم، فكما أنّ الإحسان في الأعمال فالإحسان أيضًا في الأقوال، قال تعالى: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا[البقرة:83]، وقال جل جلاله: وَقُل لّعِبَادِى يَقُولُواْ ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ كَانَ لِلإِنْسَـٰنِ عَدُوّا مُّبِينًا[الإسراء:53]. ابتعِد عن فاحش القول، فإنّ ذلك ضدّ الإحسان، فليس المؤمن بالسّبّاب ولا باللعّان ولا بالفاحش ولا بالبذيء.
أيّها المسلم، أحسِن التعاملَ مع الناس، فأعطِ أهلَ الحقوق حقوقَهم، وأعطِ المؤجّرين أجرتَهم، وأعطِ العمّالَ حقّهم، وأحسِن في التعامل مع الآخرين، فإنّ التعاملَ بالإحسان خلُق أهل الإيمان.
أيّها المسلم، أحسِن في العمل الذي عُهِد إليك به، أحسِن [فيه] أداءً، وأحسِن فيه وقتًا، وأحسِن تعاملَك مع مَن تتعامل معه، فتعطي الناسَ حقوقَهم وتعامِلهم بالعدل والإحسان فيما بينهم، لتكونَ من المحسنين حقًّا.
أحسِن إلى اليتيم فارحَم ضعفَه وعجزَه ويُتمه، وارفق به. أحسِن إلى كلّ إنسانٍ على قدر حالِه، فالإحسان خُلق المسلم، يسير به في حياته؛ لأنّ حياة المسلم حقًّا حياةُ خضوعٍ لشرع الله، قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ[الأنعام:162، 163]. فحياة المسلم لله، يعمَل فيها بشرع الله، ويسير فيها على وفق ما بيّن الله له في كتابه وما بيّنه له رسوله ، فإذا استعمل الإحسانَ في كلّ شيء في موضعه كان من المحسنين الذين وعدهم الله الثوابَ العظيم.
بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.
faheemfb@gmail.com فهيم أبوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني