Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

115


      

 

     

 

     


بسم الله الرحمن الرحيم

جوائز ربَّانية للأمّة المحمَّدية

كتبها: ش . يونس صالح

ترجمها:د . فهيم بوخطوة

 

13   شوّال  1430 هـ

02   أكتوبر  2009 مـ

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد: إن الله جل وتعالى يخلق ما يشاء ويختار، خلق السماوات واختار منها السابعة، وخلق الجنات واختار منها الفردوس، وخلق الملائكة واختار منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل، وخلق البشر واختار منهم المؤمنين، واختار من المؤمنين الأنبياء، واختار من الأنبياء الرسل، واختار من الرسل أولي العزم، واختار من أولي العزم الخليلين، واختار من الخليلين محمدًا صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين، وخلق الأرض واختار منها مكة، وخلق الأيام واختار من أشهُرِها شهر رمضان، ومن أيامها يوم الجمعة، ومن لياليها ليلة القدر، ومن ساعاتها ساعة الجمعة، ومن عشرها عشر ذي الحجة.

 

الجائزة الأولى : فضل هذه لأمة على جميع الأمم .

 

قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس} آل عمران:110. فإن هذه الآية نص على أن هذه الأمة خير الأمم؛ قال أبو هريرة - رضي الله عنه: نحن الآخرون ، ونحن الأولون يوم القيامة ، فذلك قوله تعالي وقال {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } وعن أبي هريرة - رضي الله تعالي عنه - أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" إن أول من يدعي يوم القيامة نوح عليه السلام وأمته ، ثم يقال له: هل بلغت ما أرسلت به .. ؟


فيقول : نعم يا رب ، ثم يقال لقومه : هل بلغكم نوح رسالة الله ... ؟ فيقولون : لا والله ، ولإن كنت أرسلت إلينا رسولا لنتبع آياتك ، ونكون من المؤمنين ، فما بلغنا ما أمرته به.

 

فقال لنوح عليه السلام : إن هؤلاء يزعمون أنك لم تبلغهم ، فهل لك عليهم من شهيد .. ؟
فيقول نعم ، فيقال : من هم ؟ فيقال: هم أمة محمد عليه السلام ،فيدعون ويسألون  فيقولون : نعم نشهد أن نوحا عليه السلام قد بلغ قومه ، فيقول قوم نوح : كيف تشهدون علينا ، ونحن أول الأمم ، وأنتم آخر الأمم ؟ فيقولون : نشهد أن الله تعالي بعث إلينا رسولا ، وأنزل عليه الكتاب ، وكان فيما أنزل عليه خبركم } رواه البخاري و الترمزي وابن ماجه . ومنها ما ورد في الحديث  عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :  عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ يرفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي : هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي : انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه ؟ فأخبروه فقال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة متفق عليه. وغيرها من الأحاديث التي فيها فضل هذه الأمة وكثرتها.

 

الجائزة الثانية : بركة العمل والزمن .

 

والمسلم يعيش مباركًا في العمل وفي الزمن، وأعظم البركة في العمل الطاعةُ، إذ هي بركة على أهلها، كما يقول تعالى: {مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160]، وكما يقول: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن هَمَّ بحسنة فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هَمَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن هَمَّ بسيئة فعملها كتبها الله سيئة واحدة، ولا يهلك على الله إلا هالك)). وهذا يدلّ على أن الطاعة بركة في القول، إذ الكلمة الواحدة من الطاعة بعشر حسنات يكتب الله بها رضوانه، فيحفظ بها عبده حتى يُدخله الجنة، ويرضى عليه في الجنة فلا يسخط عليه أبدًا. والطاعة بركة في العمل، إذ الصلاة بعشر صلوات، وصوم رمضان بعشرة أشهر، والصدقة بسبعمائة ضعف، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. وأيضا  ما جاء في حديث فقراء أهل المدينة و قد جاء في الصحيح أن فقراء المهاجرين جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يشتكون قائلين : «ذهب أهل الدثور بالأجور و الدرجات العلى و النعيم المقيم ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم :"أو ليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون به؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين"، ففعلوا ثم جاءوا يشتكون قائلين : يا رسول الله : سمع إخواننا أهل الدثور بالذي فعلناه ففعلوا مثله، فقال عليه الصلاة والسلام : "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"»  متفق عليه.

 

وعن أبي ذر رضي الله عنه أيضا-:  أن ناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون: إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة} ، فقالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟! قال: {أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ كذلك لو وضعها في الحلال كان له أجر} ر واه مسلم والى لقاء في الجمعة القادمة .

 


faheemfb@gmail.com   فهيم أبوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني