| 
     خطب الجمـعة |  | 
     | 129 | 
بسم الله الرحمن الرحيم
مكانة المسجد الأقصى في الإسلام
كتبها : الشيخ
ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة
11 ربيع الثاني 1431هـ
26 مــارس 2010م
عباد الله ، موضوع حديثي اليوم بحول الله وقوته هو المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض اليوم للتهويد ويتعرض للهدم من قبل يهود ليحل محله هيكل يهود المزعوم ، فمنذ سنين وأعمال الحفر تتم تحت جدران الأقصى ، تسهيلا لهدمه ، وترحيل المقدسيين من القدس وإحلال اليهود محلهم وهدم البيوت ، وأخيرا ما سمعناه عبر وسائل الإعلام من بناء لكنيس الخراب بالقرب من المسجد الأقصى جعله الله بداية لخراب ديارهم . والعالم الإسلامي في غفلة وفي سبات عميق ، فنحن للأسف نواجه هذا ونحن صامتون صمت القبور، وإذا تكلمنا تكلمنا بصوت خفيض
	  
	
	لقد أسمعت لو ناديت حـ
ولو نـارا نفخت بها أضأت ولكن أنت تنفخ في رمادي
أيها الأخوة المسلمون:
مكانة القدس في الإسلام:
اليهود يدعون أن لهم حقا دينيا وحقا تاريخيا في القدس ، في حين أن التوراة وملحقاتها لا يوجد فيها أي تقديس للقدس ، ولا أي إهتمام بها. على خلاف الأمر عندنا نحن المسلمين ، فالقدس والمسجد الأقصى له في عقيدتنا وشريعتنا وعباداتنا وقرآننا وأذكارنا مكان كبير.
1ـ القدس هي القبلة الأولى:
صلى المسلمون بعد فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بثلاث سنوات ، صلوا ثلاث سنوات وقبلتهم بيت المقدس ، وبعد الهجرة ظلوا ست عشرة شهراً يصلون إلى بيت المقدس حتى حوّل القبلة للبيت الحرام وأحدث اليهود ضجة على هذا التحويل وقال من قال إن صلاة المسلمين السابقة ضاعت لأنها لم تكن إلى قبلة صحيحة وقال الله تعالى {وما كان الله ليضيّع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم} ، وفي المدينة المنوّرة معلم أثري بارز ، مسجد القبلتين ، المسلمون صلوا فيه إلى قبلة ولما بلغهم الخبر أن القبلة غيرت تحولوا في نفس الصلاة إلى القبلة الجديدة . المسجد موجود وهو معلم بارز يزار ويصلى فيه إلى اليوم فالقدس هي القبلة الأولى للمسلمين .
2ـ والقدس في أرض الإسراء والمعراج:
والقدس هي أرض الإسراء والمعراج ، هذا ما ذكره القرآن الكريم في سورة سميت الإسراء وبدأت بهذه الآية {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا} لم يوصف مسجد في مكة إلا بالمسجد الحرام ولكن المسجد الأقصى ذكره الله بالبركة ،{الذي باركنا حوله} وإذا كان ما حوله مباركاً فأولى أن يكون هو مباركاً. كان الإسراء إلى هذه الأرض كما كان المعراج منها ، هذا يدل على أن الرحلة إلى هذه الأرض مقصودة كان يمكن أن يتم المعراج من مكة من المسجد الحرام إلى السموات العلى ، ولكن الله أراد لرسوله أن يمر على القدس ويصلي إماماً بالأنبياء ويؤذن بالتغيير الجديد في القيادة الدينية للعالم. إن القيادة إنتقلت من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل إلى أمة جديدة عالمية ، هي خير أمة أخرجت للناس ليست أمة عنصرية. كان هذا إيذاناً بهذا التغيير . وأراد الله بهذه الرحلة الربط بين المسجدين المعظمين المسجد الحرام مبتدأ الإسراء ، والمسجد الأقصى منتهى الإسراء ليظل في وجدان الإنسان المسلم الارتباط بين المسجدين المعظمين ، فالتفريط في أحدهما يؤذن بالتفريط في الآخر ، القدس أرض الإسراء والمعراج ومن الذكريات حائط البراق ومسجد الصخرة هذه كلها ذكريات الإسراء والمعراج .
3ـ والقدس كذلك هي أرض البركات والنبوات
والقدس كذلك هي أرض البركات والنبوات وصف الله أرض فلسطين كلها بالبركات في خمس آيات من كتابه العزيز {المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} ، {ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، {ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها} ، لا بل قال عدد من المفسرين إن قوله تعالى {والتين والزيتون} يقصد بأرض التين والزيتون أرض بيت المقدس ، بدأ الله بالقسم بها . وبهذا تتناغم وتنسجم هذه الأقسام الثلاثة ، أولها القسم ببيت المقدس ، الأرض التي ظهر فيها عيسى عليه السلام ، {وطور سينين} الأرض التي كلم الله عليها موسى عليه السلام ، {هذا البلد الأمين} الأرض التي ظهرت فيها نبوة محمد عليه الصلاة والسلام. هذه مكانة القدس .
4ـ والقدس كذلك هي أرض الرباط والجهاد:
فقد أعلم الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن هذه الأرض ستتعرض للغزو والإحتلال ، وعلى المسلمين أن يرابطوا فيها ويجاهدوا الأعداء ويقاوموهم حتى لا يحتلوها ، وإذا احتلوها جاهدوهم حتى يحرروها ، وفي هذا جاء الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند عن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{ لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء [أي ما أصابهم من أذى وعنت] حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك } قيل : يارسول الله وأين هم ؟ قال: {ببيت المقدس ، وأكناف بيت المقدس} . هذه الطائفة المرابطة في سبيل الله.
فهذه منزلة القدس في الوجدان الإسلامي .. في الإعتقاد الإسلامي.
5ـ والقدس ـ أيضا ـ هي ثالث المدن المعظمة في الإسلام:
المدن المعظمة عندنا:
1ـ مكة المكرمة: فيها بيت الله الحرام والمسجد الحرام.
2ـ والمدينة المنورة (طيبة): التي شرفها الله بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وضمت رفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبر رسول الله صلى عليه وسلم .
3ـ والمدينة الثالثة المعظمة في الإسلام هي: مدينة (القدس) التي تضم المسجد الأقصى .
وهذه هي المساجد المعظمة في الإسلام ، والتي أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا تشد الرحال إلا إليها. كل المساجد متساوية في المثوبة إلا هذه المساجد الثلاثة . أي مسجد صليت فيه فالمثوبة واحدة إلا أن تذهب إلى مسجد لتسمع فيه خطيبا، أو تحضر فيه درسا ، أو تلقى فيه أخا صالحا أما الصلاة فهي متساوية في كل المساجد إلا هذه المساجد الثلاثة ، كما قال الحديث: { لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى} رواه أحمد والبخاري ومسلم عن ابي هريرة . أي لايجوز أن ينوي الإنسان السفر ويعزم على الإرتحال للصلاة في مسجد معين بقصد زيادة المثوبة فيه ، إلا هذه المساجد الثلاثة .
فهذه المدينة مدينة المسجد الأقصىتتعرض الآن إلى هذا الخطر فأين المسلمون ، أين العرب؟ أين الرجال الذين يبيعون أنفسهم لله؟ هل يمكن أن تبقى هذه المدينة المقدسة تحت الإحتلال وأمة المليلر وثلث المليار مسلم تتفرج على مايحدث وكأن الآمر لا يعنيها؟ أين الإسلام ؟ وأين المسلمون ؟
وآلـمني وآلـم كـل حي سؤال الدهر أين المسلمون
أين المسلمون ؟
أيها الإخوة المؤمنون :
إن على كل منا واجب تجاه هذه المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك وإن أقل الواجب وهو في حدود المستطاع إستمرار المقاطعة . مقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية ولهذا على كل منا فريضة أن يقاطع بضائع إسرائيل وأن يقاطع كل ما يجيء من إسرائيل ، وأن يرفض المسلم أن يذهب إلى إسرائيل ليصلي في المسجد الأقصى ، لا نصلي في المسجد الأقصى تحت العلم الإسرائيلي تحت الراية الصهيونية ولا ندخل ويختم على جوازنا ختم إسرائيل. الفلسطينيون يفعلون ذلك بحكم أوضاعهم إنما لا يجوز لمسلم غير فلسطيني أن يذهب إلى الصلاة والراية الإسرائيلية مرفوعة خفاقة لا. ندخر ذلك عندما يتحرر المسجد الأقصى . ولابد للمسمين جميعا أن يقفوا موقفا إيجابيا مع القدس وأهلها بالدعم المادي والمعنوي نصرة للأقصى وأهل القدس الذين يدافعون عن المقدسات وحدهم ويواجهون الصلف اليهويدي بصدورهم العارية ، وأن نرفع أكفنا عاليا بالدعاء نسأله المعية والمعونة والتسديد والنصر على أعدائنا أعداء الدين .
	 
    faheemfb@gmail.com   
	
  
  	
	فهيم 
	
	بوخـطـوة 
	
	،، 
	
	البريد
	
	
	الإلكتروني