Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

99

      

 

     
 

     


بسم الله الرحمن الرحيم

إنفلونزا الخنازير

 

كتبها : الشيخ يونس صالح

ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة

   

21 جمادى الأولى 1430

15  مــايـو 2009

   

أما بعد: فاتقوا الله ـ عباد الله ـ وأطيعوه، والزموا شريعته، وتمسكوا بدينه؛ فلا صلاح للعباد إلا به، وإنكم مسؤولون عنه، {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزُّخرف: 43، 44].

أيها الناس، من رحمة الله تعالى بعباده وإحسانه إليهم لما خلقهم أنه عز وجل آواهم وكفاهم، وأمدهم بما ينفعهم، ومنعهم مما يضرّهم، ورزقهم عقولاً يدركون بها الخير والشر والنفع والضر، وأنزل عليهم الشرائع لهدايتهم في شؤونهم الدينية والدنيوية.

 

والغذاء ضروري لبقاء الحياة البشرية، ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه سبحانه رزقهم غذاءهم لحياة أبدانهم، وأنزل عليهم كتابه لحياة قلوبهم، وفصَّل فيه ما أباح لهم، وبيَّن لهم ما حرم عليهم، وفي القرآن سورة الأنعام فيها ذكر كثير من أحكام الطعام غير ما ذكر في سواها من السور والآيات، فلا مجال للنظر في ذلك وقد كفانا الله تعالى ذلك بعلمه المحيط بكل شيء، وإنَّ الاعتداء كل الاعتداء في عدم الامتثال لأمر الله تعالى فيما أنزل علينا من الآيات، وما فصل فيها من الأحكام، {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالمُعْتَدِينَ} [الأنعام: 119].

 

وسبب الهوى المضِلّ عن سبيل الله تعالى بلا علم هو اتباع الشيطان الذي أقسم بعزة الله تعالى ليغوينّ البشر أجمعين، والشهوات من أوسع أبواب غوايته؛ لأنها موطن ضعف البشر، ومكمن عجزهم، وموقع زلتهم، وما أخرج الأبوين عليهما السلام من الجنة إلا شهوة الأكل من شجرةٍ ظنّا أن الخلد فيها، وسبب طلبهم للخلد في الجنة ما وجدوا فيها من لذيذ الطعام والشراب والعيش الرغيد.

 

إن شهوات البطن والفرج هي أكثر شيء يغزو الشيطان به بني آدم ، وطريقة الشيطان في استدراج بني آدم إلى معاصي البطون والفروج هي أخذهم إليها بالتدرج خطوة خطوة حتى يصل الآدمي للمعصية الكبرى؛ ولذا حذر الله تعالى من اتباع خطوات الشيطان، وكرر ذلك في أربعة مواضع من القرآن: موضعٌ منها يتعلق بالسلم والحرب، وموضعان في سياق ذكر المآكل والمشارب: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168]، والموضع الآخر في سورة الأنعام: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأنعام: 142]، والموضع الرابع في سياق ذكر الزنا والقذف والفواحش: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ} [النور: 21]. ومعلوم أن شهوة ملء الجوف بالطعام تتكرّر أكثر من شهوة الفرج، والمرء يصبر على ترك النكاح ما لا يصبر على فقد الطعام والشراب، فمظنة الوقوع في إثم إشباع الجوف بالمحرم أكثر من مظنة الوقوع في إثم إشباع الفرج بالحرام؛ ولذا كان التحذير في القرآن من خطوات الشيطان في شهوات ملء الجوف على الضِعف منها في الفرج.

إن من خطوات الشيطان أن يزيّن للناس أكل بعض المحرمات؛ لتوافرها، أو لرخص قيمتها، أو لتوهّم لذتها، أو من باب تجربتها حتى يألفوها، وتنبت أجسادهم من الخبائث التي حرمها الله تعالى عليهم.

 

ومن خطواته في هذا الباب أيضا أن يزيّن للتجار الاتجار بهذه المحرمات وتسويقها، والقفز على النصوص التي تحرمها بمعارضتها، أو تأويلها، أو الاحتيال عليها، كما فعل أهل الكتاب حين استباحوا ما حرم الله تعالى عليهم بأنواع الحيل.

والخنزير مخلوق بغيض قبيح خبيث، ابتلى الله تعالى به البشر، وحرّمه عليهم تحريما شديدًا، كرر التأكيد عليه في أربع آيات من القرآن الكريم، في سورة البقرة: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنْزِيرِ} [البقرة: 173]، وفي المائدة: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنْزِيرِ} [المائدة: 3]، وفي سورة الأنعام التي عالجت مسألة الطعام وما يحل منه وما يحرم: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ} [الأنعام: 145]، وفي النحل: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنْزِيرِ} [النحل: 115].

 

قال عدد من المفسرين: "أجمعت الأمة على أن الخنزير بجميع أجزائه محرّم، وإنما ذكر الله تعالى لحمه لأن معظم الانتفاع متعلق به"، وقال العلامة ابن حزم رحمه الله تعالى: "أجمَعَت أقوال العلماء على حرمته، فلا يَحلّ أكلُ شيء منه". واشتد فيه قول التابعي الجليل قتادة السدوسي رحمه الله تعالى فقال: "من أكل لحم الخنزير عرِضت عليه التوبة، فإن تاب وإلا قتل".

 

ولعل سبب تشديده فيه أن الخنزير صار شعارًا للنصارى بعد أن حرَّفوا دينهم، وتلاعبوا بكتابهم، وخرجوا عن شريعة المسيح عليه السلام؛ ولذا فإن تحريم الخنزير وقتله من أهم الأعمال التي يقوم بها عيسى عليه السلام حين ينزل في آخر الزمان؛ كما جاء في حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يَنْزِلَ فِيكُمْ ابن مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ)) رواه الشيخان. وقد بوّب البيهقي رحمه الله تعالى على هذا التشديد في الخنزير فقال: (باب: الدليل على أن الخنزير أسوأ حالاً من الكلب)، ثم نقل عن الشافعي رحمه الله تعالى قوله: "لأن الله سبحانه وتعالى نصه فسماه نجسا" اهـ.

 

والله تعالى لما حرم أكل الخنزير فإنه سبحانه حرّم بيعه وثمنه كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى اله عليه وسلم قال: ((إِنَّ الله حَرَّمَ الْخَمْرَ وَثَمَنَهَا، وَحَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَثَمَنَهَا، وَحَرَّمَ الْخِنْزِيرَ وَثَمَنَهُ)) رواه أبو داود.

وجاء في السنة ما يدل على الحذر من استخدام آنية الكفار الذين يأكلون الخنازير، ويلطخون أوانيهم بلحمه ودهنه، فلا تستخدم حتى تغسل لئلا يعلق شيء من قذر الخنزير فيها، كما في حديث أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ الله صلى اله عليه وسلم فقال: إِنَّا نُجَاوِرُ أَهْلَ الْكِتَابِ وَهُمْ يَطْبُخُونَ في قُدُورِهِمْ الْخِنْزِيرَ وَيَشْرَبُونَ في آنِيَتِهِمْ الْخَمْرَ، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: ((إنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَكُلُوا فيها وَاشْرَبُوا، وَإِنْ لم تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا)) رواه أبو داود.

 

بل بلغ من تقبيح الخنزير واستقذاره أن الأعمال المستقبحة المحرمة تمثل به من باب التحذير والتنفير؛ كما في حديث بُرَيْدَةَ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى اله عليه وسلم قال: ((من لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ)) رواه مسلم. والنردشير هو النرد وهي لغة الفرس؛ لأن تلك اللعبة جاءت منهم. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "فإذا كان هذا التنفير لمجرد اللمس فكيف يكون التهديد والوعيد الأكيد على أكله والتغذي به، وفيه دلالة على شمول اللحم لجميع الأجزاء من الشحم وغيره" اهـ.

 

ومن الثابت شرعًا وطبًا أن نوع الأكل وكثرة اختلاط الإنسان بالحيوان يؤثران في طبعه وأخلاقه كما جاء في حديث أبي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: ((الْخُيَلاَءُ وَالْفَخْرُ في أَهْلِ الْخَيْلِ وَالإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ في أَهْلِ الْغَنَمِ)) رواه أحمد. قال أهل العلم: "الغذاء يصير جزءًا من جوهر المغتذِي، فلا بدّ أن يحصل للمغتذِي أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات، فحرم أكله على الإنسان لئلا يتكيف بتلك الكيفية". ويقول ابن خلدون رحمه الله تعالى: "أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة".

 

أيها المسلمون، تتوالى على البشر في هذا الأزمان المتأخرة أمراض وأوبئة يخشون فتكها، ويحاذرون ضرها، وخلال السنوات الماضية عرف الناس حمى الوادي المتصدع التي أصابت الأغنام، ثم جنون البقر، ثم أنفلونزا الطيور التي أثبت كثير من الباحثين أن سببها الخنازير التي احتضنت المرض فنقلته الطيور منها، لتظهر في هذه الأيام أنفلونزا الخنازير.

 

والخنزير ثبت تحريمه في شريعة موسى عليه السلام، وبقيت نصوص تحريمه فيما بقي مما لم يحرف من التوراة المحرفة؛ ولذا فإن اليهود الملتزمين بالتوراة المحرفة يحرمونه على أنفسهم، ويذكر نصارى الشرق في قاموسِ كتبهم المقدسة أن الناس في عصر المسيح عليه السلام ما كانوا يأكلون الخنزير. وإنما أحدث النصارى ذلك بعده عليه السلام مما حرفوه من دينهم وغيروه من كتابهم؛ ولذا دعا بعض رهبانهم في هذا العصر بالامتناع عن أكل الخنازير، وطالبوا بقتلها.

 

وقد ثبت في أبحاث الغربيين الطبية أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من أربع مائة وخمسين مرضًا وبائيًا، وهو يقوم بمهمة الوسيط في نقل سبعة وخمسين منها إلى الإنسان، ولكن علوهم يجعلهم يكابرون ولو ضروا أنفسهم، وانتفاع تجار الخنازير ببيعها يدفعهم لأَسْرِ البسطاء من الناس بالدعايات لمنتجاتهم الخبيثة، والآن يجنون ثمار هذا الاستكبار، ويجرون البشرية معهم إلى هوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله تعالى؛ ذلك أن وباء الخنازير لو انتشر لكان طاعون العصر نسأل الله تعالى العافية والسلامة، والمسؤولون منهم صرّحوا بأن الآلاف في أوربا قد يهلكون بسبب وباء الخنازير، ومنظمة الصحة العالمية قد قرّرت قبل يومين رفع حالة التأهب لمواجهة هذا الوباء إلى الدرجة الخامسة، وهي الدرجة التي تسبق إعلان حالة الوباء العالمي.

 

وقبل ثنتين وأربعين سنة انتشر هذا الفيروس في الصين، فقتل مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وفي تاريخ إسبانيا ذُكر فيروس للأنفلونزا صدر من ديارهم، فقتل على وجه البسيطة ما يقارب من مائة مليون إنسان قبل تسعين سنة من الآن؛ ولذلك خافوا هذا الخوف لمعرفتهم بعواقب انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير في الناس.

 

إن هذه الأمراض المتلاحقة التي يخافها البشر لتدلّ على عجزهم وضعفهم أمام قدرة الربّ جل جلاله، {وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح: 7]، {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطَّلاق: 12]، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدَّثر: 31]، كما تدل على أن استنكاف البشر عن شريعة الله تعالى هو الهلاك في العاجل والآجل، وأن الله تعالى لا يظلم عباده بل يجازيهم بأعمالهم، {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس: 44]، {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ} [سبأ: 17]، {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشُّورى: 30].

 

وقد بغى المستكبرون في الأرض على شريعة الله تعالى، وحاربوا المستمسكين بها، وحرفوا الناس عنها، وسكت بقية البشر على ظلمهم وبغيهم إلا من رحم الله تعالى وقليل ما هم، والله تعالى غيور يغار على محارمه، ويُخشى على البشر من عقوبات متلاحقة لا تُبقي ولا تذر؛ فنعوذ بالله تعالى من عذابه، ونسأله سبحانه أن يلطف بعباده، وأن لا يعاجلهم بعقابه؛ فلا قوة إلا بالله تعالى، ولا ملجأ منه سبحانه إلا إليه، ولا معاذ منه عز وجل إلا به؛ ذلك {أَنَّ القُوَّةَ لله جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَابِ} [البقرة: 165].

 

فلوذوا بربكم، وتوبوا من ذنوبكم، وراجعوا دينكم، وخذوا على أيدي السفهاء منكم، قبل أن يحل بكم ما حل بالأمم قبلكم، {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59].

 

وصلوا وسلموا على خير البرية...

 


faheemfb@gmail.com   فهيم أبوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني