خطب الجمـعة |
|
|
117 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تربية الأبناء
كتبها: الشيخ عمر الخدراوي
ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة
30 أكتوبر 2009
11 ذو الحجّة 1430
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أيهـــا الإخــوة : مأوى الإنسان ومهجعه بيته ومسكنه ، مستقره ومألفه ، الذي يتكون من أولاده وزوجته ، وجميع أسرته ، إذا تحقق له فيه الأمن والاستقرار ، ورغد العيش والسلامة من المنغصات ، لهو في نعمة عظيمة وسعادة هنيئة كما قال صلى الله عليه وسلم (من أصبح آمنا في سربه معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) .
ويتحقق للمرء سعادته في بيته ومع أسرته بقدر ما يكون فيه من فعل الطاعات وترك للمحرمات ، فالشياطين تأوي وتوجد في البيوت الخالية من ذكر الله ، وتنفر وتبتعد من البيوت التي يكثر فيها ذكر الله ,أرأيتم قوله صلى الله عليه وسلم :"اذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت ، فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء" ، فما بالكم ببيت بات الشيطان فيه , أو طعم من طعام أهله معهم كيف يكون حاله وحالهم ؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا فان البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان . أيها الإخوة إن البيوت بفقدها لمثل هذه الأسباب الجالبة لسعادتها ، المبعدة لشقاوتها ينتج عنها من المشاكل الزوجية وآثارها السلبية على الزوجين والأبناء ما يكون سببا في انهيار البناء ، وتفكك الأسرة ، وضعف تربية الأولاد , بل وفقدها وقد تكون تربية سلبية نتائجها وخيمة ، عواقبها يعيش كل من الزوجين في جحيم لا يطاق ، و لذلك تكلمنا في جمع سابقة عن أهمية الأسرة في الإسلام و تحدثنا بشيئ من التفصيل في جمعتين منفصلتين عن حقوق الزوج و عن حقوق الزوجة في الإسلام و ما ذلك إلا رغبة منا في نشر ثقافة الحقوق و الواجبات بين الزوجين في الإسلام حتى يكون كل من الزوج و الزوجة على علم و بينة بما له من حقوق و ما عليه من واجبات.
أيها الأخوة المسلمون موضوع حديثنا اليوم يدور حول تربية الأبناء في الإسلام إن المتأمل يجد أنه ما من عملٍ أخطر في حياة المسلمين من تربية أولادهم ، لأن هذا العمل بإمكانهم ، هذا من اختصاصهم ، ومن دائرة سيطرتهم ، المسلم أحيانا ينظر يمنةً ويسرةً فقد يجد نفسه ضعيفاً ، أو يجد نفسه مستضعفاً ، لا يملك أن يمنع هذه القوى المخيفة التي تتحرك لتقضي على الإسلام ،
لكنه يملك أن يربي أولاده فالأبوان مسؤلان إلى حد كبير عن تربية الأولاد فإما
أن يكونا سببا في صلاح الأبناء و لإما أن يكونا سببا في فساد و أنحراف الأبناء
و قد قرر الإسلام ذلك منذ أكثر من أربعة عشر قرنا فقال رسول الله صلى الله عليه
و سلم: " كل مولود يولد على الفطرة و ابواه يهودانه أو يمجسانه" و هذا صريح في
أن اتجاه الولد الديني و الفكري و الخلقي و الإجتماعي متأثرا أولا و قبل كل شيئ
ببيئة الأبوين و أفكارهما و أخلاقهما و أسلوب تربيتهما... فاالإنسان إذا أراد
أن لا يموت ، فعليه بتربية أولاده تربيةً إسلاميةً سليمة. قد يقول أحدكم :
هناك عقبات كثيرة جداً ، وهذا صحيح ، والنبيُّ عليه الصلاة والسلام يقول : عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ
كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ
لا شكَّ أن المهمة صعبة ، لكن ما من عملٍ أعظم ولا أجدى ولا أدوم في حياة المؤمن من أن يربِّي أولاده ، هم بضعةٌ منه ، هم ثمرة قلبه ، هم استمرار وجوده ، ونحن نرى ونسمع ونعاين أن هناك آباءً على مستوىً عالٍ من الفهم ، وعلى مستوىً عالٍ من الكمال ، وعلى مستوىً عالٍ من الإيمان ، لكنَّهم يَشْقَون بشقاء أولادهم ، فالابن يحتاج إلى انتباه شديد وهو في سنٍ صغير ، ويحتاج إلى وقتٍ مديد ، إلى معاينةٍ ، إلى مراقبةٍ ، إلى توجيهٍ ، إلى وعظٍ ، إلى اصطحابٍ ، يحتاج إلى جهد كبير .. لكن والله الذي لا إله إلا هو، حينما ترى ابنك كما تتمنى ديناً وصلاحاً واستقامةً وتفوّقاً تشعر بسعادةٍ.
والله لو أعطي الدنيا بأكملها من الذهب والفضة وكان من أهل الدنيا لا يشعر
بسعادةٍ كتلك التي يشعرها حينما يرى ابنه كما يتمنى، لذلك قد يقول أحدكم: ماذا
أفعل ؟
.. بإمكانك أن تفعل كلَّ شيء ، لكن إذا أردت بإخلاصٍ وصدقٍ أن يكون أولادك
استمراراً لوجودك المؤمن ، وأن تخلِّف ولداً صالحاً يدعو لك ، فعليك أن تشمِّر
إن الله عزَّ وجلَّ أعطاك هذا الابن هدية، أو أعطاك إيَّاه هبة، والدليل قوله
تعالى:
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا
هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ
وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (84)
سورة الأنعام
هبة ، تعني أثمن شيء تناله من الله عزّ وجل ، طفل بين يديك هو ابنك وأنت أبوه ،
خاضعٌ لك ، يأتمرُ بأمرِك ، مصروفه عليك ، نفقته عليك ، توجيهه أنت مسؤولٌ عنه
، فأنا أشعر أنَّ الأب الذي ينهمك بعمله ليحقِّق نجاحاً خارج البيت ، ويهمل
أولاده ، يشعر بعد فوات الأوان أنه خسر خسارةً
كبيرةً ، وأنَّه ضيَّع أثمن ما في وجوده .. أولاده .
فيا إخواننا الكرام: أكتفي في اليوم في هذه الجمعة المباركة باستعراض النصوص
القرآنيّة التي تأمر المؤمن أن يربي أولاده ، من آيات القرآن الكريم :
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا
نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }
طه (132).
كم من المؤمنين يصلِّي لكن لا يعنيه شأن أهله .. صلَّوا أم لم يصلّوا ، لا
يعنيه شأن أولاده .. صلَّوا أم لم يصلّوا ، إذا كان بالإمكان أن تصلّي بهم
إماماً في البيت فافعل ، إذا كان بالإمكان أن تصطحبهم إلى المسجد فافعل ، دائما
الابن قد يكون عبئاً على أبيه ، لكن إذا كان عبئاً عليه ثم قطف الثمرة اليانعة
، ينسى كلَّ الأتعاب التي تعبها من أجله ، إذاً أوَّل آية : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } ( سورة طه : من آية " 132 " )
فكلَّما دخل وقت الصلاة تذكَّر هذه الآية ، أنت لست مكلفاً أن تصلِّي وحدك ..
أنت كمؤمن مكلفٌ أن تأمر أهلك بالصلاة وأن تصطبر عليها .
الآية الثانية : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم أمْرُ الله عزَّ وجلَّ لك لا أن تقي ذاتك وحدك ، أمْرُ الله عزَّ وجلّ أن تقي نفسك وأهلك ، فالآية واضحة : {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} (سورة التحريم : من آية " 6 ")
الآية الثالثة : {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
الأُنثَيَيْنِ } (سورة النساء : من الآية "11")
خالق الكون يوصيك بأولادك، والقرآن أحياناً له مناسبة خاصة وله معنى عام،..
الله سبحانه وتعالى يوصيك بأولادك ، يوصيك أن تربِّيهم ، يوصيك أن تهذِّبهم ،
أن تؤدِّبهم ، أن تعلِّمهم ، أن تنشِّئهم نشأةً طاهرة ، أن ترعاهم ، أن
تراقبهم، أن تأخذ بيدهم إلى الله عز وجل......... عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي
اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ
الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ
وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ
زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ
سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ
وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ
رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ *
(رواه البخاري ومسلم)
أنت مسؤول أمام الله .. ورد في الأثر أن الابن الذي يهمله أبوه ويستحقُّ دخول
النار، يقف بين يدي الله عزَّ وجلَّ ويقول: يا رب لا أدخل النار حتى أُدْخِل
أبي قبلي ، لأنَّه كان لي في دخولها سبباً . هذا الكلام سهل .. إلقاؤه سهل ،
واستماعه سهل ، لكن إخواننا الَّذين لديهم أولاد صغار ، الآن أنت مشغول عنه ..
لكن حينما يشبُّ في غفلةٍ عنك ، ولم يتلقَّ التوجيه الكافي ، يتفلَّت من بين
يديك ، لا تستطيع أن تفعل معه شيئاً ، لا يستمع ، ولا يراعي ، ولا يصغي ، ولا
ينتبه ، يصبح هذا الابن عبئاً على أهله ، فلذلك نصيحة من القلب .. كل أخٍ عنده
أولاد يجب أن يمضي جزءاً من وقته في تعريفهم بالله ، في إكرامهم ، في ملاطفتهم
، في التحبُّب إليهم.
قال عليه الصلاة
والسلام : " من كان له صبيٌ فليتصابَ له ".
لا بدَّ من جزءٍ من وقتك تمضيه مع أولادك، لا تقل لي: والله أنا
مشغول.. فأنا أخرج من البيت وهم نائمون وأرجع وهم نائمون ، هذا خطأ كبير جداً ،
الملاحظ أن الأب إذا كثر غيابه عن البيت .. تفلَّت أولاده، لا بد من وقتٍ تمضيه
مع أولادك ، هذا الوقت يؤخذ من زبدة وقتك .
روى الإمام الترمذي في صحيحه : " ....... عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنْ يُؤَدِّبَ
الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ......"* (رواه
الترمذي) صدقة يوميَّة.. لأن يؤدِّب الرجل ولده خيرٌ من أن يتصدَّق بصاع ، وقد
روى الترمذي أيضاً : عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال : "
....حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا
مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ.... " * (رواه الترمذي) نحن نحاول أن
نتعرَّف إلى سنَّة النبيّ ، نحن نحاول أن نتعرَّف إلى توجيهات النبيّ لأن الله
سبحانه وتعالى يقول : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (7)
من سورة الحشر. هذه توجيهات النبيّ ..افعل ما يأمرك به النبيّ ، ولا تلتفت إلى
الرزق ، ما الدليل ؟ الدليل هو قوله تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ
وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } (132) سورة طـه العلماء استنبطوا :" أن الذي يأمر
أهله بالصلاة ، يتكفَّل الله سبحانه وتعالى له ولهم بالرزق ، هكذا تقول الآية
"لا نسألك رزقاً" ، لا تقل لي : إنني مشغول ، عندنا موسم ، أريد تأمين الطعام
لي ولهم ، أنت واحد منهما ، أنت معال ولست معيل .. أنت وهم عالةٌ على الله عزَّ
وجلَّ، لا تحتجَّ
بإهمال أولادك بعلَّة كسب الرزق .. لا نسألك رزقاً .. هذا كلام خالق الكون "نحن
نرزقك". وفي حديث آخر للنبي عليه الصلاة والسلام : "علموا أولادكم وأهليكم
الخير وأدبوهم"
وفي حديث آخر رواه الطبراني .. يقول عليه الصلاة والسلام : " أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حبِّ نبيِّكم ، وحبِّ آلِ بيته ، وتلاوة القرآن" (رواه الطبراني) الأبناء أيها الإخوة أمانة في الأعناق أوصى الله فيهم بقوله (يوصيكم الله في أولادكم ...) وقال : (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) وقال صلى الله عليه وسلم : اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم . فوصية الله للآباء بالأولاد سابقة على وصية الأولاد بآباءهم , قال بعض العلماء أن الله سبحانه يسئل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يُسئل الولد عن والده ، فيا عباد الله اسعوا في إصلاح بيوتكم وأزواجكم وأبناءكم وادعوالله أن يصلح أولادكم كما دعا ابراهيم الخليل عليه السلام حيث قال : (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) وقال (رب هب لي من الصالحين) وقال: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي) وقال هو وإسماعيل عليهما السلام (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) وكما دعا زكريا عليه السلام حيث قال : (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء) .
أيهــا الآبــاء إن الولد الصالح ينفع والده حيا وميتا قال صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ,صدقة جارية ,أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) . وان الأولاد إما أن يكونوا نعمة في حق والديهم وإما أن يكونوا نقمة ، وذلك حسب التوفيق وحسن التربية أو سوءها , كما أن الوالد قد يكون سببا لسعادة الولد أو شقاءه , قال تعالى : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ){82} وقال صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) , فاحرص أيها الأب على تربية الأولاد التربية السليمة , فان من زرع خيرا يجني بإذن الله خيرا , (كمثل شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) ومن زرع الشر فلا يجني من الشوك العنب) كمثل شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لهل من قرار)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6}
اللهم أصلح لنا وأصلح بنا واجعلنا هداة مهدين يارب العالمين .