Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

217

      

 

     
 

     


بسم الله الرحمن الرحيم

الكفَّارات والدرجات  2019

كتبها : الخطيب الزائر   

ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة

 

26 ذو الحجَّة 1440

02 أغسطس 2019

 

أحبتي في الله ،،

روى الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سُنَنِه من حديث مُعاذ بن جبل رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربِّه تبارك وتعالى أنَّه قال: (يا محمَّد فيمَ يختصم الملأ الأعلى؟ قُلت: في الكفَّارات والدرجات. قال: وما الكفَّارات؟ قلت: نقل الأقدام إلى الجمعات [وفي رواية: المشي على الأقدام إلى الجماعات] والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء على الكريهات. ومن فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمُّه. فقال: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام [وفي رواية: إفشاء السلام] والصلاة والنَّاسُ نيام. قال: سل يا محمد. قلت: اللهم إنِّي أسألك فعل الخيرات، وترك المكرات، وحبُّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني. وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حُبَّك، وحُبَّ مَن يُحبَّك، وحُبّ عمل يقربني إلى حبك. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها حق، فادرسوها وتعلموها).

فهذا حديث عظيم فيه كثير من المعارف والأحكام المستنبطة. ومقصوده ذكر الكفَّارات والدَّرجات والدَّعوات. فأمَّا الكفَّارات، وهي إسباغ الوضوء على الكريهات، ونقل الأقدام إلى الجمعات والجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات. وسُمِّيَت هذه الخصال كفَّارات لأنها تُكفِّر الخطايا والسَّيئات. ولهذا قال النَّبي صلى الله عليه وسلّم بعدها:(ومن عمل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمُّه).

هذه الخصال الثلاث الأغلب عليها تكفير السَّيِّئات. ولكن يحصل بها أيضاً رفع الدَّرجات، كما في صحيح مسلم. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلّم قال: {ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرَباط، فذلكم الرَباط}.

 وأمَّا الدرجات الثلاث فهي: إطعام الطعام، ولين الكلام والصلاة والنَّاس نِيَام. ولأهميَّة هذه الثلاث التي يغفل عنها كثير من النَّاس، فقد ذُكِرَت مُجتمعة في أكثر من حديث. فمنها ما رواه أحمد والترمذي عن علي رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنَّ في الجنَّة غُرَفاً يُرَى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لمن أطعم الطّعام، وأطاب الكلام، وصلى بالليل والنَّاس نيام}. وكذلك ما رواه الترمذي وإبن ماجه من حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه سمع النَّبي صلى الله عليه وسلم أوَّل قدومه المدينة يقول: {أيُّها النَّاس: أفشوا السَّلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام}.

وأما هذا الدُّعاء العظيم الذي سأل النَّبي صلى الله عليه وسلم ربَّهُ إيَّاه، فإنَّه مِن أجمَع الأدعية وأكمَلها، ولهذا أمَر النَّبي صلى الله عليه وسلم بتعَلُّمِه ودراسته. وخلاصة هذا الدُّعاء في قوله صلى الله عليه وسلم: {أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات}، فإنَّه يتضمَّن طلبَ كلِّ خير، وتركَ كلِّ شر. فمن حصل له هذا المطلوب حصل له خير الدنيا والآخرة. فابذلوا الوسع ــــ عباد الله ـــ في تحصيل الخيرات لتُفلحوا. خصوصاً في هذه الأيَّام المباركت. الأيام العشر من ذي الحجَّة. فأكثروا فيها من الصَّلاة والصِّيام والصَّدقة وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال الصَّالحة. فإنَّ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم قد قال عن هذه الأيَّام: {ما من أيَّام العمل الصَّالح فيها أحبُّ إلى الله مِن هذه الأيّام [يعني الأيَّام العشر]. قالوا:يا رسول الله؟ ولا الجِهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجِهاد في سبيل الله، إلاَّ رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء} رواه البخاري.

 

 

 


Faheem Bukhatwa, my email address is : faheemfb@gmail.com