Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

218

      

 

     

     


بسم الله الرحمن الرحيم

التقوى (2019)                                       

كتبها : عبد الرزّاق طاهر فارح

ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة

 

15 ذو الحجَّة 1440

16 أغسطس 2019

 

أحبتي في الله ،،

كلُّ واحدٍ مِنَّا يعلم أنَّ الله تبارك وتعالى خلقنا لعبادته. وأنَّ الغاية من كلِّ هذه العبادات كالصلاة والصوم والحجِّ والزَّكاة وغير ذلك من العبادات، هي التقوى؟ كما قال الله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 2:21.

هذا نداءٌ من الله للبشر جميعاً، مؤمنهم وكافرهم، أن يعبدوا الله تبارك وتعالى، لأنَّ الله هو الذي خلقهم. فإذا عبدتم الله حقاً سوف تكونون من المُتَّقين الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه.

يقول الله جلَّ وعلا، وهو ينادي أهل الإيمان: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} 71 - 33:70.

في هاتين الآيتين أيضا وعدٌ مِنَ الله لِمن يتَّقي الله في السِّرِّوالعلانية، في أفعاله وأقواله، أنْ يُصلح أعماله ويغفر ذنوبه في الدنيا، والفوز العظيم في الآخرة.

التَّقوى هي وصيَّة الله للأوّلين والآخرين من خلقه فقال جلَّ وعلا: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } 4:131. وهي وصيَّة النَّبي صلى الله عليه وسلم للأمَّةِ كلها كما في حديث عرباط إبن ساري رضى الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغة، وجِلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا كأنَّها موعظةُ مُوَدِّعٍ، فأوصنا يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: {أوصيكم بتقوى الله عزَّ وجل .. إلى آخر الحديث}.

ويقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: {إتَّقي الله حيثما كنت}، يعني في أي مكان كنت حقِّق تقوى الله. وقال أبو سعيد: قُلتُ أوصني يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: {أوصيك بتقوى الله، فإنَّها رأس كلِّ شيئٍ} وفي لفظ آخر: {عليك بتقوى الله، فإنَّها جِماعُ كلِّ خير}.

عباد الله،، من لزِم تقوى الله سيجعل الله له من كلّ هَمٍّ فرجاً، ومن كل ضِيْقٍ مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب. إذا إتَّقيت الله يُعَلِّمُك ويُفهِّمُك العِلم النَّافع. يقول الله جلَّ وعلا: {وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 2:282، {.. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ..} 3 - 65:2، ثم قال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} 65:4، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} 65:5، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} 57:28،

وإذا إتَّقيت الله ستجد خَيْرَيْ الدنيا والآخرة. والتقوى هي أن تجعل بينك وبين عذابه وقاية. وذلك بالإمتثال لأوامره، وإجتناب نواهيه.

وأختتم بهذه الآية، يقول الله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} 3:102. أي: يا أيها الذين صدَّقوا الله واعملوا بشرعه، وخافوه حق خوفه، وذلك أن تطيعوا الله فلا تعصوه، وأن تشكروه فلا تكفروه، وأن تذكروه فلا تنسوه. لأن طاعة الله واجبة على كلُّ مسلم أومسلمة لأنَّ الله جلّ وعلا ما خلقنا إلَّا لعبادته.

فقال جلَّ وعلا في آخرِ الآية {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} أي أن لا تمت إلَّا وأنت على الإيمان. إصبر على العبادة، وعلى الخير حتى تلقى الله جلَّ وعلا كما قال الله جلَّ وعلا لنبيِّه صلَّى الله عليه وسلم: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} 15:99.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنَّه هو الغفور الرَّحيم.

 

 

faheemfb@gmail.com   فهيم بوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني