Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

231

   


بسم الله الرحمن الرحيم

الجمعة - فضل الجمعة

 

كتبها : عبد الرزّاق طاهر فارح

ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة

 

26 شوَّال 1443

27 مايو 2022  ،،،  28 أكتوبر 2022 م

  

أحبتي في الله ،،

إتَّقوا الله جلَّ وعلا، واعلموا أن لله الأمر كلُّه، وبيده الخير كلُّه، يخلق ما يشاء، ويختار ما يشاء، والله ذو الفضل العظيم. واعلموا أنَّ الله يَخُصُّ بعض الأماكن  بخصائص لا تكون لغيره. ويخُصُّ بعض الأزمنةِ بخصائص لا تكونُ لغيره. فَمِنْ ذلك: يوم الجمعة. أفضل أيَّام الأسبوع. وهي عيداً للأيَّام. فَاخْتَصَّهُ اللهُ بِخَصَائِصَ جليلة، ليعرف الناسُ قَدْرَه، فيقوموا به على الوجه المشروع. خصَّكُم الله بها وأضَلَّ عنه اليهود والنصارى وهداكم له. قال النَّبي صلى الله عليه وسلم، والحديث صحيح من حديث أبي هُريرة رضي الله عنه قال: {ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خيرٌ من يومِ الجمعة، هدانا الله له، وأضَلَّ النَّاس عنه، فالنَّاس لنا فيه تُبَّعٌ. فهم لنا، ولليهودِ يومُ السبتِ، وللنَّصارى يومُ الأحدِ}. فاشكروا الله أيُّها المسلمون على هذه النِّعمة واعرِفوا ما لهذا اليَوم الجليل من الخصائص الكونية والخصائص الشرعية. فمن خصائص هذا اليوم الكونية ما ثبت في الصحيح من حديث إبن هُرَيرة رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال عن يوم الجمعة: {فيه خُلِقَ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجنَّة، وفيه أُخْرِجَ منها. ولا تقوم السّاعة إلاَّ في يومِ الجمعة}. ومن خصائصه الكونية أيضاً، أنَّ فيه ساعةً لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ، وهو قائمٌ يُصَلِّي، يَسأَلُ اللهَ خيراً إلاَّ أعطاهُ إِيَّاه. وأَرْجَى الساعات في هذا اليوم، ساعتكم هذه. ساعة الصلاة والإجتماع عليها. ففي صحيح مسلم، عن موسى الأشعري رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال عن هذه السَّاعة: {هي ما بين أنْ يجلسَ الإمامُ (يعني على المنبرِ) إلى أنْ تٌقْضَى الصَّلاة}.

 

وكذلك من السَّاعات التي تُرْجَى فيها هذه السَّاعة، ما بعدَ صلاةِ العصرِ إلى غُرُوبِ الشَّمسِ.

 

ورَوَى أبو داوُد والنَّسَائي والحَاكِمُ بِسَنَدٍ صحيح مِنْ حديث جابِر إبن عبدُ الله عنِ النَّبي صلَّى الله عليه وسلم قال: {يومُ الجمعة إِثْنَا عَشرَ ساعةً، فيها ساعةٌ لا يُوجَدُ مسلم يَسْأَلُ الله فيها شيئاً إلاَّ أعْطاهُ. فَالْتَمِسُوها آخِرَ ساعةٍ بعد العصر}. وفيه آحاديث أخرى واردة في هذا الباب.

 

عبادُ الله ،، يُسْتَحَبُّ الإكثار من الدُّعاء يوم الجمعة. خاصةً عند جلوس الخطيب بين الخطبتين. لأنَّ هذا الوقتَ وقتٌ تُرْجَى فيهِ الإجَابَةُ كما ذكرنا. وليس هناك ذِكْرٌ مخصوص أو دعاءٌ مخصوص، لكن تدعونَ بما تُحِبُّون. وتدعو خُفْيَةً، ولا تُؤذي غيرك برفع صوت دعائك. وأمَّا رَفْعُ اليدين بذلك، فإنَّ الأصل  في الدُّعاءِ أنَّ من آدابهِ رفع اليدين. فإذا رفع الإنسان يَدَيْه فلا حَرَج. وإذا لم يرفع فلا حَرَج. وأنْ يَحْرِص المؤْمِن على التأمين على دُعاءِ الخطيب. فَحَرِيٌّ أن يُجَاب، وحَرِيٌّ أنْ يكون وقت الإجابة.

 

وأكْثِر الدُّعاء في السجود، وقبل أنْ يُسَلِّمَ الإمام. ويرى الجمهور أنَّ ساعة الإجابة هي آخر ساعة في يوم الجمعة. قبل المغرب بساعة. إرفع أَكُفَّ الضراعة في أيّ وقت من هذه السَّاعة المباركة، وادعو الله عزَّ وجلّ بما تُريد مِنْ خَيرِ الدُّنيا والآخرة.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين


faheemfb@gmail.com   فهيم بوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني