Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

001

      

 

     

 

     


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عيـد الأضحى 1427 هـ (2006م)

 

ترجمة: د . فهيم بوخطوة

 

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك ، والحمد الله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله ، والحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دين ، وأصلي وأسلم على المصبح المنير ، والمبعوث رحمة للعالمين ، وإمام الغر المحجلين سيد الأولين والآخرين ، صاحب المقام المحمود والحوض المورود ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله واذكروا أنَّكم في يوم هو أعظم الأيام عند الله كما أخبر بذلك رسول الله في الحديث الصحيح (( أعظم الإيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر )) أخرجه الإمام أبو داود في سننه والحاكم في مستدركه .

عباد الله إن الأعياد عندنا دين وتأتي بعد عبادات ، فقد جاء عيد الفطر بعد عبادة الصيام وجاء عيد الأضحى بعد عبادة عظيمة أكمل الله بها الدين وأتم بها النعمة كما جاء في قوله تعالى ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممة عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) المائدة وكما جا ء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المدينة فوجد الناس يلعبون ويلهون في يومين فقال : (( عن الله قد أبدلكم يومين خيرا منهما ، يوم الفطر ، والأضحى )) فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو .

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك

 

أيها المسلمون، لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم خطبة العيد وصايا فذة جامعة مانعة شريفة المعاني وعظيمة المقاصد والمباني  وقد أخرجها البخاري رحمه الله في صحيحه بإسناده عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال: خطبنا رسول الله يومَ النحر فقال: ((أي يوم هذا؟)) قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكتَ حتى ظننَّا أنه سيسميه بغير اسمه فقال: ((أليس يومَ النحر؟!)) قلنا: بلى، قال: ((أي شهر هذا؟!)) قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكتَ حتى ظننَّا أنَّه سيسميه بغير اسمه فقال: ((أليس ذو الحجة؟!)) قلنا: بلى، قال: ((فأيّ بلد هذا؟)) قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكتَ حتى ظننَّا أنه سيسمّيه بغير اسمه، قال: ((أليس بالبلد الحرام؟!)) قلنا: بلى، قال: ((فإنَّ دماءكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربَّكم، ألا هل بلغت؟)) قالوا: نعم، قال: ((اللهم اشهد، فليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، فربّ مبلَّغٍ أوعى من سامع، فلا ترجِعوا بعدي كفّارا يضرِب بعضَكم رقابَ بعض))[1][2]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته لأمته: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرِب بعضُكم رقابَ بعض))[2][3].

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك

أيها الأحباب أوصيكم بوصية الله عز وجل قال تعالى ((ياأيها الذين أمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) وقال ((يايها الذين ْامنوا إتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )) وقال في خطبته هذه أيضاً: ((يا أيها الناس، اتَّقوا ربَّكم ـ وفي رواية: اعبدوا ربَّكم ـ وصلّوا خمسَكم وصوموا شهرَكم وأدّوا زكاةَ أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنّةَ ربّكم)) أخرجه أحمد في مسنده والترمذي في جامعه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه بإسناد صحيح[3][4].

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك

أيها الأحباب أوصيكم ونفس باستشعار  معانيَ التضحية التي تمثلها أبو الأنبياء الخليل إبراهيم عليه السلام، وفي تضحية فقد ينتصر الإنسان على أن يضحي بالمال ربما كان أيسرَ ما يُضحَّى به لدى كثير من الناس، غيرَ أنّ التضحيةَ بالأهواء هو من أعظم ما يفعله الإنسان وهذا ما نفهمة من قصة أبينا إبراهيم فقد ضحى بكل ما يحب في سبيل من أحب فقال (( يبني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت أفعل ماتأمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) فلما امتثل الوالد وستسلم الولد أدركتهما رحمة ارحم الراحمين (( وناديناه ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم )) فأحيى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السنة المباركة وعظمها ، واهدى في حجة الوداع مائة بدنة ، وضحى في المدينة بكبشين أملحين أقرنين .

 

فبادروا أيها  المسلمون الى الإقتداء بسنته نبيكم صلاوات الله وسلامه عليه وحذروا من الشح ، فقد ذهب أهل العلم الى استحبابها وتأكيد ها ، بل البعض الى وجوبها ، وأفضلها أكرمها وأسمنها ، وتجزي الشاة عن الرجل وأهل بيته والبقرة عن السبعة ، ومن الضأن ماتم له ستة أشهر ، والبقر ما تم له سنتان والمعز ماتم له سنة وتجنبوا العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والهزيلة التي لا تنقي ، عليكم بالتسمية على الأضحية والتلفظ بالنية فيقول عن فلان ، والسنة أن تقسم الأضحية أثلاثا فثلث للأهل ، وثلثيهديه وثلث يتصدق به ويبدا وقت الذبح من بعد طلوع الشمس من يوم العيد وينتهي بنهاية آخر أيم التشريق لما روى عن أبي ذر رضى الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عله وسلم يوم النحر فقال (( من صلى صلاتنا ووجه قبلتنا ونسك نسكنا فلا يذبح حتى يصلي )) .

 

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك

         

أيها المسلمون إن وحدةَ الصفّ واجتماعَ الكلمة والتجافيَ على الفُرقة ونبذَ التنازع المفضي إلى الفشل وذهابِ الريح هو من المقاصد الكبرى لهذا الدين، لها فيه مكانةٌ عليَّة ومنزلة ساميَة ومقام كريمٌ، وقد مضى رسول الله الذي نزّل عليه ربّه في الكتاب قولَه سبحانه: وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ [المؤمنون:52]، مضى جاهداً كلَّ الجهد في تقرير هذه الحقيقة الكبيرة وترسيخ هذه القاعدة الشريفة وإرساء هذا المقصد العظيم في كلّ طَور من أطوار حياته، مبتهلاً كلَّ فرصة، موظِّفاً كلَّ موقف، مستثمراً كلَّ مناسبة، مستعملاً مختلِف ألوانِ البيان، فحرص على التأكيد على حقيقة وحدة الأمة بدوام التذكير بها والعمل على تعميق الإحساس بضرورتها ولزومها في كلّ مناسبة يشهدها وعندَ كلّ موقفٍ يقفُه، لا سيما في هذه المجامع العظام التي يجتمع فيها المسلمون لإقامة شعائر الله، والتي يتبوأ يومُ الحج الأكبر منها موقعَ الصدارة، إذ هو اللقاء الذي تلتقي فيه الوَحدة بالتوحيد أروعَ لقاءٍ وأجملَه وأوفاه.

 

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك

 

أيها المسلمون أوصيكم في هذه البلاد بالحفاظ على أعراضكم ونساءكم فإنهن عوان عندكم قال تعالى (( ياأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) وفي الحديث إن أخوف ما أخاف عليكم النساء فإن فتنة بني إسرائيل في النساء )) فيا أختي المسلمة يا من رضيتي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا تمسكي بحجابك وعرضك ودينك فإن الحجاب دين قال تعالى

(( يايها الني قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ))

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة نبيه ، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 


Faheem Bukhatwa, my email address is : faheemfb@gmail.com