Checkout

خطب عيد الفطر

faheemfb@gmail.com

05

      

 

    
 

     


بسم الله الرحمن الرحيم

عيد الفطر (1436هـ 2015م)

 

كتبها : الشيخ  عبد الرزّاق طاهر فارح

ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة

 

01 شوَّال 1436 هـ

17  يوليو 2015  م

 

أحبتي في الله ،،، 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الحمد لله مُكوِّر النهار على الليل، و مُكوِّر الليل على النهار. أحمُدُه سبحانه، وهو لكلِّ حَمْدٍ أهل، وأشكره وأُثني عليه الخير كله، لا إله إلا هو ولا ربَّ سواه. الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلا.

وأصلّي وأسلّم على خير خلقه نبيِّنا محمد، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، ونصح الأمَّة، وجاهد في الله خير جهاده حتى أتاه اليقين. وقد ترك الأمّة على محجّةٍ بيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فجزاه الله خير ماجزي نبياً عن أمّته، وأته الوسلة والفضيلة، وبعثه الله مقاماً محموداً الذي وَعَدَه، وصلى الله وسلم على آله وصحبه والتابعين بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

الله أكبر الله، لا إله إلا الله. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

أيها الإخوة والأخوات، أسأل الله أن يجعل يومكم هذا مباركاً، وأن يجعلنا جميعاً من المقبولين، وأن يكتب لي ولكم السعادة في الدنيا والآخرة.

أيها المسلمون، تستقبلون اليوم بفضل الله ونعمته يوماً مجيداً من أيَّام الله، إنّه يوم عيد الفطر، هذا العيد الذي إمتَنَّ الله به على أمّةِ محمد صلى الله عليه وسلم، فشرعه على الكمال والتَّمام. قال تعالى: {ذلك ومَن يُعَظِّم شعائر الله فإنَّها مِن تقوى القلوبِ} 22-32. وروى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: {قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يوم الفطر والأضحى}

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

إسمحوا لي الإخوة الأفاضل وأيتها الأخوات الفاضلات أن أوصي نفس وإخواني ممَّن منَّ الله عليهم بطاعة في رمضان بوصيّةٍ غالية لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أن أبا عمرة سفيان إبن عبدالله قال: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك. فقال له صلى الله عليه وسلم: {قل آمنت بالله ثم إستقم}. يا أهل الطاعة، يا من تذوَّقتم حلاوة القرب من الله، ولذَّة أنسٍ بالله في رمضان، إستقيموا على الطاعة. والإستقامة هي لزومُ الصراط المستقيم، بالإمتثال للأمر، وإجتناب النهي والوقوف عنج الحد، بحِلمٍ وإخلاصٍ واتِّباع. فالإستقامة دائرةٌ على الأقوالِ والأعمالِ والأحوال. أي أن تستقيم الأقوال على الصدق، وأن تستقيم الأعمال على إتِّباع المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن تستقيم الأحوال على الإخلاص.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيّها الموحِّدون، يا من أمركم الله بالصّيام فصمتم، ويا من سنَّ لكم رسول الله قيام رمضان فقمتم، وخرجتم اليوم في هذا الجمع المهيب المبارك، تسألون الله مغفرته ورضوانه. أسألكم بالله ما ظنّكم بربِّ العالمين جلّ جلاله، ما ظنكم بربٍ حليمٍ كريمٍ رحيم. يتودَّدُ إلى عباده الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي والذّنوب. بتودَّدُ إليهم ويُنَسِّبُهم عباداً له. ويقول جلّ جلاله: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمةِ الله، إنَّ الله يغفرُ الذُّنوب جميعاً إنَّه هو الغفور الرحيم} 39-53. أيُّها الموحِّدون، كيف يتودّد الله إلى اهل المعاصي والذّنوب ولا يتودّد إلى أهل الطاعة، ولا يتودّد إلى أهل الصِّيام الذين صاموا؟ وإلى أهل القيام الذين قاموا؟ أبشر يا من تُوَحِّد الله جلّ وعلا، أبشر يا من صِمْتَ نهار رمضان، وقُمْتَ الليل. أبشر يا من قرأت القرآن، أبشر اليوم بمغفرة الله جلّ وعلا في يوم الجائزة. ما ظنَّكم بِعَبْدٍ ذليل مُحِبٍ أجير عَمِلَ ما كلّفَه به الملك القدير. والله الذّي لا إله غيره، لا نجِدُ اليوم عنده إلا المغفرة. {والله يعدُكُم مغفرةً منه وفضلاً، والله واسعٌ عليمٌ} 2-268، أي المغفرة هي سَتْرُ العيوب، ومغفرة كلُّ الذّنوب. والفضل هو زيادة من علاّم الغيوب.

وإذا كانت الهديّة من عند ملك جاءت مُضمَخَةً بِطِيبه، فكيف إذا كانت الهديّة من مالك الملك، وملك الملوك جلّ وعلا. إنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. فأحسن ظنّك بربِّك اليوم. وكُنْ على يقينٍ مُطْلَقٍ أنّ الله جلّ وعلا يُباهي بكم الآن ملائكته في الملأ الأعلى، يُباهي بأمّة محمد صلى الله عليه وسلم، بمن صاموا لله جلّ وعلا، وقاموا الليل إيماناً واحتساباً للأجر من الله سبحانه وتعالى.

 

أيّها المسلمون، أيّها الموحِّدون أبشروا بفضل الله عليكم. فهذا يومُ الجائزة. فهذا يوم المغفرة، هذا يوم الفضل. ولا يعلم حدوج فضل المَلِكِ إلا الملك تبارك وتعالى.

أسأل الله جلّ وعلا أن يغفر لي وإيّاكم، وأن يعتقني وإيّاكم من النّار، وأن لا يحرمني وإيّاكم فضل هذا الشهر وهذا اليوم، إنّه وليُّ ذلك وقادرٌ عليه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه.

 

الخطبة الثانية:

يا رب لا تّرُدَّ هذا الجمعَ إلا بذنبٍ مغفور، وسعي مشكور، وتجارةٍ لن تبور.

يا رب اللهم إنّ هؤلاء هم الموحِّدون من أمَّةِ محمَّد صلى الله عليه وسلم، أمرتهم بصيام فصاموا، وسنَّ لهم حبيبك القيام فقاموا، وخرجوا إليك اليوم في هذا الجمع الكريم يرفعون إليك أكُفَّ الضَّراعة، فلا تّرُدُّهم خائبين.

اللهم لا تَرُدّنا خائبين، ولا من رحمتك قانتين، ولا من مغفرتك وعفوك يائسين.

اللهم لا تدع لأحدٍ من إخواني وأخواتي في هذا المسجد المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميِّتاً إلا رحمته، ولا عاصياً بيننا إلا هديته، ولا طائعاً إلا زِدْتَه وثبَّته، ولا حاجةً هي لك رضاً ولنا صلاح إلا قضيتها يا ربَّ العالمين.

يا رب أنصر الإسلام وأَعِزَّ المسلمين.

يا رب أحقن دماء المسلمين.

اللهم إحقن دماء المسلمين في مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي العراق وفي الصوما وفي أفغانستان وفي بورما وسائر بلاد المسلمين.

يا ذا الجلال والإكرام، يارب إستر نسائنا، احفظ بناتنا، وأصلح شبابنا.

اللهم رَبِّ لنا أولادنا،

ربَّنا هب لنا من أزواجنا قُرَّة أعين ، واجعلنا للسملين إماماً.

يا رب لا تجعلنا مِمَّن صام وقام ولم يرضيك يا أرحم الراحمين إجعلنا من المقبولين. واجعلنا من عتقائك من النّار. اللهم اجعلنا من عتقائك من النّار.

اللهم أختم لنا رمضان برضوانك، واجعل مئوانا إلى جِنانك، وأعذنا من سخطِك ونيرانك.

برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

أُشْهِدُ الله أنّني أحبُّكم في الله جميعاً، وأسأل الله أن يجمعني بكم مع الحبيب المصطفى في الفردوس الأعلى، إنَّه وليّ ذلك والقادر عليه.

كلّ عامٍ وأنتم بخير، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

 


faheemfb@gmail.com   فهيم أبوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني