Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

177

      

 

     

   


بسم الله الرحمن الرحيم

ساعد إخوانك المسلمين

 

كتبها : الشيخ  عبد الرزّاق طاهر فارح

ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة

 

29  رجب 1437 هـ

06  مايو 2016 م

 

أحبتي في الله ،،

 

بعث الله تعالى جميع رسله ليُثبتوا الخير في النّاس وينشروا التوحيد ، ولأجل أن يُحاربوا الشرك والوثنية. ولقد جعل الله جل ّ وعلا جميع هؤلاء الرُسُل على دين واحد. قال الله جلّ وعلا: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}  21:25. فجعل جميع الرُسُل يدعون أقوامهم إلى التوحيد، وإلى ندب الشرك. وبيَّن الله جلّ وعلا أن الغَلبة والنصر دائماً تكون لهؤلاء المرسلين، كما قال جلّ علاه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} 30-47. وقال الله جلّ وعلا: {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ} 12-110. وقال جلّ وعلا وهو يتكلم عن نُصرته للمؤمنين ومُدافعته عنهم: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} 22-38. فجعل الله هذا المبدأ سائراً في الحياة كلها عند جميع الرُسُل. ولقد كان نبيّنا صلى الله عليه وسلم يُطعِّم أصحابه دائماً بهذا المبدأ حتى وهم في أهلك المواقف، وفي أشد الظروف. وكان عليه الصلاة والسلام يُعلمهم ويُذكرهم أن النصر للإسلام.

ألم ترى إليه صلى الله الله عليه وسلم وقد جلس يوما واتكأ على بردة له في ظل الكعبة، والصحابة يُعَذّبون في ذلك الحين بلال ويُعَذّب خُباب وغيرهم. كانوا يُعذبون، فينطلق خُباب يوما متفلتاً من العذاب ثم يأتي إلى النّبي عليه الصلاة والسلام وهم قِلة، فيقول: يا رسول الله ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ فيقوم النبي صلى الله عليه وسلم من إتكاءه ثم يقول له: {يا خُباب لقد كان من كان قبلكم يُؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مِفرَق رأسه، فيُشَقَ بإثنين، ما يصدّه ذلك عن دينه، ويُمَشّط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب، ما يصدّه ذلك عن دينه. يا خُباب والله ليُتمنّ الله هذا الأمر}. "والله ليُتمنّ الله هذا الأمر" يعني ينشر الإسلام {حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه}. ثم قال: {ولكنكم تستعجلون، ولكنكم تستعجلون}. وكان صلى الله عليه وسلم في أحلك المواقف يُبيِّن لأصحابه أنّ الإسلام هو قدر الله تعالى في العالم، وأنه سيبلغ ما بلغ الليل والنّهار.

 

وقال عليه الصلاة والسّلام: {إنّ الله زوى لي [أراني] الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ مُلك أمّتي سيبلغ ما زُوي لي منها}. والحديث أخرجه مسلم وغيره من حديث ثوبان. وقال عليه الصلاة والسًلام: {بَشِّر هذه الأمّة باثناء والرِّفعة والدِّين والتمكين في الأرض}. والحديث رواه أحمد من حديث إبن إبي كعب.

 

أيها المسلمون كم نحن بحاجة إلى أن نُشير إلى هذه المسائل اليوم في واقعنا، ونحن نلتفت يمينا ويساراً ونرى الحروب على المسملين، ونرى النزاعات بين المسلمين. بل يقتل قويّهم ضعيفهم. وما يقتلون غلا لأنهم قالوا كلمة الحق. واعلموا عباد الله أنه مهما وضعوا في طريق الإسلام من العراقيل والسدود، ومهما حاول أعداء الدين وأعداء المسلمون أن يَحُولوا بين المسلمين وبين دين الله، فلن يستطيعوا، لأنّ الله جلّ وعلا هو الذي وعد بحفظ هذا الدِّين، ولا تهِنوا ولا تحزنوا، وكونوا علىيقين مُطلق بأنّ الله جلّ وعلا سينصر لعباده المخلصين.

أحبتي في الله، قال الله جلّ عُلاه: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [8] هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} 61: 8-9. وقال جلّ وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚفَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ  وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} 8-36. وقال جلّ وعلا: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} 37 : 171 إلى 173. أيها الأحبّة، هذا هو موعود ربّنا، واللهُ لا يُخلِفُ الميعاد.

فإن الله يُقَلّب الليل والنهار، ويصرف الأمور والدهور على من يشاء، فهو يقبض ويبسط، ويُعطي ويمنع، ويرفع ويضع، ويُقَرِّب ويُبْعِد، ويقدِّر على عباده ما شاء، وكيف شاء. ومن أقداره التي يقدرها عليهم بمحض عدله وحكمته ما يبتليهم به من الفق والحاجة، والجوع والمسغبة، والحروب والبلايا، والزلازل والمحن. فأمّا الظلم لن يدوم أبداً، وإنما نكون أياماً قليلة، ثم يُؤخذ صاحبه من حيث لا يدري. ويقول ربُّ العِزَّة: {وَكَذَ‌ٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ  إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} 11-102. وبعد ذلك تكون عبرةً لمن يعتبر.

 

أين من دوَّخوا الـدّنيا بسطوتهم            وذكرهم في الورى ظلم وطغيان

هل أبقى المــوت ذا عـزٍّ بِعِزَّتــه             أو هل نجا منه بالسلطان إنسان

لا والذي خلق الأكوان من عدمٍ         الكل يفنى فلا إِنسٌ ولا جــان

 

 

 


faheemfb@gmail.com   فهيم أبوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني