Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

196

      

 

     

     


بسم الله الرحمن الرحيم

العشرة أيام الأولى من ذي الحجّة 2

 

كتبها : عبد الرزّاق طاهر فارح

ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة

 

03 ذي الحجة 1438

25 أغسطس 2017

الحمد لله ،،، الحمد لله الذي أنزل القرآن بِلِسَانٍ عربي مُبِين،، وفَصَّل آياتِه قُرآناً عربِيَّاً لقوم يعلمون ، بشيراً ونذيرا.

والصلاة والسلام على أفصح العرب قاطبةً،، ممن آتاه الله جوامع الكَلِم،، وعلى آله وأصحابه،، وعلى كُلّ مَنْ إِهْتَدَى بِهَدْيِه، واسْتَنَّ بِسُنَّتِه،، واقتَفَى أثَرَهُ،، إلى يومِ الدِّين.

أسأل الله تبارك وتعالى الذي جمعنا في هذه السَّاعة على طاعته،، أنْ يجمعنا في الآخِرَة مع النَّبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين ، وحَسُنَ أُولائِكَ رفِيقا.

أحبتي في الله ،،

اليوم هو اليوم الثاني من الأيَّام العشر الأوائل من ذي الحجّة. هي أيَّام مباركة، أيَام أقسم بها الله جلّ وعلا لشرفها وفضلها ، لأنّه جلّ وعلا يُقسم بما يشاء من خلقه، فقال جلّ وعلا: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)} 89:1. ولا يُقسم إلا بشيءٍ له شأنٌ. يُلفت العباد إليه. ولأجل أن يتنبّه العباد لها. وهي أيّام معلومات كما قال جلّ وعلا: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}   203:2. قال إبن عبّاس: هي أيام العشر من ذي الحجّة. وكما في الحديث الصحيح الذي وراه البخاري وابو داوود والترمذي وغيرهم من حديث إبن عبّاس رضي الله عنهما أن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما من أيّام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله علا وجلّ من هذه الأيّام}. يعني أيام العشر من ذي الحجّة. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله. قال: {ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك من شيء}. والسؤال: لماذا العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله في هذه الأيّام؟ إسمع ما قال حافظ إبن حجر رحمه الله تعالى: لأنّ هذه الأيّام تشتمل على أمّهات العبادات من الصّلاة والصيام والحجّ والصّدقة. ولا يأتي ذلك في غيرها. ومن أفضل الأعمال الصّالحة: الصِّيام. لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام هذه الأيّام. وهو الذي قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن النّبي صلى الله عليه وسلم قال:{ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النّار سبعين خريفاً} أي سبعين عاماً.

 

وفي هذه الأيّام أمرنا نبيّنا صلى الله عليه وسلم أن نكثر فقال: {فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد}. ويُستحب في هذه الأيّام أيضاً التكبير. والتكبير على نوعين، منهه التكبير المطْلق وهو منذ أن تدخل العشر يكثر التكبير.  والنوع الثاني هو التكبير المقيّد، وهو في حق غير الحاج من فجر يوم عرفة. يبدأ التكبير ما بعد الصلوات. يرفع المكبِّ بذلك صوته، إلى صلاة العصر في آخر أيّام التشريق. فهذان الذكر المقيّد والمطْلق، ويُستحب الإكثار منهما في هذه الأيام العشر.

ويا من لم يقدِّر الله لك الحج، ماذا عليك؟ عليك أن تتقرّب إلى الله تبارك وتعالى بالطاعات والقربات. فالصِّيام طاعة، وقراءة القرآن طاعة، والذِّكر طاعة. عليك أن تصوم وتحرص على صيام يوم عرفة. إسمع ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُبشِّر غير الحاج، أي الذي لم يقدِّر الله له أن يحج هذا العام، كما في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال: {يُكفِّر السّنة الماضية والباقية}. وهذا فضل عظيم من الله جلّ وعلا. فينبغي للمسلم أن يستفيد من هذه الأيّام المباركة، لأن من حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته، ووجد ما قدَّمه مُدَّخرا ومضاعفا عند الله عزّ وجلّ. ومن ضيّع دنياه، ضاعت آخرته. خسر الدنيا والآخرة. ذلك هو الخسران المبين.

 

عباد الله ،، لهذه الأيام العشر أحكامٌ خاصة ، منها أنّه إذا دخلت العشر، وأراد أحدٌ أن يُضحِّي، فلا يأخذ من شعره وأظافره (أي أن الشخص المسلم لا يقص شعره ولا يقلِّم أظافره في هذه الأيام العشر وأراد أن يذبح أضحية) . وفي رواية: ولا من جلده. كما في صحيح مسلم وغيره من حديث أمّ سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك. وقيل في حكمة ذلك أنّه لما إمتنع الحاجُّ خلال إحرامه من أن يأخذ من شعر وأظافره حتى يذبح هديه، أو حتى يرمي الجمرة ويتحلل، فإنّ غير الحاج مأمور أن يَشرُك الحاج في مثل ذلك.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله ،، الحمد لله الذي هدانا لهذا ،، وما كنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله
وأشهد أن لا إله إلا الله ،، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُاله ورسوله ،،
صلّ الله عليه وعلى آلِه وصحبِهِ أجمعين،
أحبَّتي في الله ،، ألَا صلُّوا  وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاةِ عليه
إنَّ الله وملائكته يصلُّون على النَّبي ،، يا أيُّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ،، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهم،

وبارك على محمد وعلى آل محمد ،، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد

اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُ بك اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار.
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُ بك اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار.
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُ بك اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار.

اللهم إنَّا نعوذُ بك من البَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام
اللهم إنَّا نعوذُ بك من البَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام
اللهم إنَّا نعوذُ بك من البَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام

ربَّنَا لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته ، ولا همَّا إلا فَرَجْتَه، ولا ديناً إلا قَضَيتَه، ولا مريضاً إلا شَفَيتَه،
ولا حاجة من حوائج الدنيا، لك رِضَى، ولنا فيها صلاح، إلا قضيتها وأَعَنْتَهَا يا أرحم الرَّاحمين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ،، الأحياء منهم والأموات،
إنَّك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات
اللهم إنَّا نسألك خير المسألة، وخير الدُّعاء، وخير النَّجَاح،
وخير العِلْم، وخير العَمَل، وخير الحياة، وخير المَمَات،
وثبِّتنا وثقِّل موازينَنَا ، وحَقِّقْ إيماننا، وارفع درجاتنا، 
وتقبَّل صلاتنا وصيامنا وركوعنا وسجودنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أقْسِمْ لنا مِنْ خشيتك ما تحُول به بيننا وبين معصيتك،

وَمِنْ طاعتك ما تُبَلِّغنا به جَنَّتَك ، ومن اليقين ما تُهَوِّن به علينا مصائب الدنيا،

 

وَمتِّعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقُوَّتِنا أبداً ما  أبْقَيْتَنا،،

واجعله الوارث مِنَّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا،، وانصرنا على من عادانا.

وَلا تجعل مصيبتنا في ديننا ،،  ولا تجعل الدنيا أكبر هَمّنا ،، ولا مبلغ علمنا،،

ولا تُسَلِّط علينا مَنْ لا يخافُك فينا ولا يرحمنا ،، يا أرحم الراحمين

 

اللهم إنَّا نُحِبُّ نَبِيُّك ونُحِبُّ أصحاب نَبِيُّك ،

فاحشرنا معهم وإن لم نعمل بِمِثْلِ أعمالهم ، يا أرحم الراحمين.

 

ربَّنَا آتِنا في الدنيا حَسَنَةً ، وفي الآخرة حَسَنَةً ، وقِنَا عذابَ النَّار

ربَّنَا آتِنا في الدنيا حَسَنَةً ، وفي الآخرة حَسَنَةً ، وقِنَا عذابَ النَّار

ربَّنَا آتِنا في الدنيا حَسَنَةً ، وفي الآخرة حَسَنَةً ، وقِنَا عذابَ النَّار

 

اللهم تقبَّل مِنَّا ، إنَّك أنت السَّميعُ العليم

وتُبْ علينا يا مولانا إنَّك أنت التَّوَّاب الرحيم

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين