خطب الجمـعة |
|
|
226 |
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان ـ الإستعداد لرمضان
كتبها : ش عمر علي
ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة
23 شـعبان 1443 هـ
25 مـارس 2022 م
أحبتي في الله ،،
رمضان بعد أسبوع ،، سيدخل علينا شهر عظيم ،، إصطفاه الله تعالى من بين شهور السنة لأداء فريضة عظيمة فيه. وهي ركن من أركان الأسلام. يقول اللع جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183-2)}. لقد ورد في هذه الآية نداءٌ خاص من الله عزَّ وجل،، لمن؟ لأهل الإيمان. وهي من قوله يا أيها الذين آمنوا. يقول إبن مسعود رضي الله عنه: إذا سمعت الله يقول: {يا أيَّها الّذين آمنوا}،، فارعِها سمعك، فإنَّه خيرٌ يأمر به،، أو شرٌّ ينهى عنه. أي يا أيها المؤمنون بالله ورسوله من هذه الأمَّة، أوجب الله عليكم الصِّيام،، وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع (أي الوقاع) بنيَّة خالصة لله عزَّ وجل من الفجر وحتى الغروب. الصَّوم تزكيةٌ للنفوس ولأبدان. وتنقيتها من الأخلاط الرَّديئة والأخلاق الرَّذيلة. وتضييق لمسالك الشيطان. ثم ذكر أنَّه كما أوجب علينا الصِّيام، فقد أوجبه على من كان قبلنا. وهي الأمم السابقة. ثم ختم الله بهذه الآية حين قال: {لعلَّكم تتًّقون}. لماذا نصوم؟ من أجل الإمتثال لأمر الله جلَّ وعلا، ومن أجل الوصول بصيامكم إلى مرتبة التقوى.
أحبتي ،، في رمضان نحتاج إلى الإستعداد،، وأوَّل خطوة عملية لإستقبال رمضان هي أن نفرح بقدومه كما يفرح النَّبي صلى الله عليه وسلم. والخطوة الثانية لإستقبال رمضان هي التوبة. تُب إلى الله جلَّ وعلا توبةً نصوحاً. يقول الله جلَّ وعلا: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا (8-66)} يعني توبةً نصوحاً: توبةٌ صادقةٌ جازمةٌ، تمحو ما قبلها من السَّـيِّـئات، وتَلُمُّ شُعَثَ التَّائب، وتجمعه وتكُفُّهُ عمَّا كان يتعاطاه من الدَّناءات. والتًّوبة تَـجُبُّ ما قبلها.
الخطوة الثالثة لإستقبال رمضان هي المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد. فتلك هي أفضل القُرُبات وأفضل الطَّاعات وأعظم شعائر الدِّين بعد التوحيد.
يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم من حديث عبيد الله بن عمر رضي الله عنه: {صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذِّ بسبع وعشرين درجة}. وصلاة الجماعة تجعلك تحت ظلِّ عرش الرحمن جلَّ وعلا يوم القيامة. ففي البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: {سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه} وذكر منهم {ورَجُلٌ قلبه مُعَلَّقٌ في المساجد}.
والخطوة الرابعة لإستقبال رمضان: هي الأكثار من الدُّعاء. فأكثر من الدُّعَاء، وأَلِحَّ في المسألة. وكرِّر الطّلب أن يُوفِّقَك الله ويعينك ويُسهِّل لك طاعته ويُحبِّبُها إلى نفسك. قال الله جلَّ وعلا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60-40)}. وقال عليه الصلاة والسَّلام: {الدُّعاء هو العبادة}. ومدار الدعاء في إستقبال رمضان ثلاثة أنواع:
أحدها: دعاء العبد ربَّه أن يُبلغه شهر رمضان فيدعو الله عزَّ وجلَ: "اللّهم بلِّغنا رمضان".
وثانيها: دُعاء العبد ربَّه أن يُوفِّقه فيها لصالح الأعمال. فيدعو ربَّه: "اللّهم أعِنَّا فيه على الصِّيام والقيام وما تُحِب من سائر الأعمال".
وثالثها: دُعاء العبد ربَّه أن يجعله فيه من الــمُتَقبَّلين، وأن يختم له بالعتق من النِّيران. فيدعو ربَّه قائلاً: "اللّهم إجعلنا في رمضان من الــمُتَقبَّلين، واختم لنا بالعتق من النِّيران".
.
faheemfb@gmail.com فهيم أبوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني