خطب الجمـعة |
![]() |
|
229 |
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان - منتصف رمضان
كتبها : عبد الرزّاق طاهر فارح
ترجمها إلى الإنجليزية: د . فهيم بوخطوة
14
رمضان 144315
أبريل 2022
أحبتي في الله ،،
بلَّغَنا الله جلَّ وعلا منتصف شهر رمضان. أسأل الله أن يتقَبَّل مِنَّا ما مضى. وأسأل الله أنْ يختِمَ لنَا ما تَبَقَّى منها بالخيرِ والمغفِرَة.
عباد الله ،، إنَّ إدراك شهر رمضان نِعمَةً عظيمةً تستوجب شكرَ الله تعالى عليها. وذلك لِـما لِرمضان مِنْ المزايا والفضل. رمضان شعر عبادةٍ وعملٍ واجتهادٍ، وليس شهر نَومٍ وكسلٍ وخمول. فترى كثيراً منهم يقضي النَّهار كُلَّهُ أو مُعظَمَهُ نائماً، ويُضَيِّعُ صلاة الجماعة. والمقصود هنا مِنَ الْقِيَامِ ليس هذا. فلمْ يُشْرَع لك بالصِّيام لِتَنَام. مع أنَّه لا حرجَ علينا أنْ نَنَامَ قِسطاً وافِياً، يُريحُ البدن، ويُعينَنَا على الصِّيام والقِيَام. أمَّا أنْ تقضي النَّهار كُلُّهُ نوماً، فلا. وكذلك ترى بعض الصَّائمين يُقْبِلُ على العبادةِ في أَوَّلِ الشَّهر إقبالاً طيِّباً. فيحرص على الصلوات في جماعة، ويحرص على صلاة الفجر، ويحرص على قراءة القرآنِ. ويحرص على الإسْتِغفارِ، والقِيام. فإذا إنقضت الأيام الأُوَل مِنَ الشهر، تكاسَلَ عن هذا الخير كُلّهِ. فلا تُضَيِّع هذه العبادات ولا تتكاسل، لعَلَّ الله أن يخْتِمَ لك بالقّبول. وتَذَكَّر أيُّها الصَّائِم قول النَّبي صلى الله عليه وسلَّم كما في الصَّحِيحين من حديثُ عائِشَة رضي الله عنها: {أحَبُّ الأعمال إلى اللهِ أدْوَمها، وإنْ قَلَّ}. وقال النَّبي صلى الله عليه وسلَّم كما في صحيح البُخَاري: {إنَّما الأعمال بالخَوَاتيم}.
إغتَنِمْ أوقات رمضان. وأكثِرْ من الأعمالِ الصَّالِحَةِ، مثل الـمُحافظةِ على صلاةِ الجماعة، وصلاة التراويح، والإكثار منْ تِلاوةِ القرآن، والصَّدَقَة والإنْفَاق في سبيلِ الله. وغير ذلك من صالح الأعمال. إِقْتَدِ بِهَدْيِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلَّم في رمضان. رَوَتْ عائشةُ رضي الله عنها فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يجتهد في رمضان ما لا يجتهدُ في غيره، وفي العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْهُ ما لا يجْتَهِدُ في غيره.
أحبتي في الله ، أكثروا من البِرِّ والطاعات في هذا الشَّهر، وفي العَشْرِ الأوَاخِرِ منهُ. لأنَّ فيها ليلة القدر التي هي خيرٌ مِنْ ألفِ شهر. ولَعَلَّ الله أن يختم لك بالقَبُولِ.
faheemfb@gmail.com فهيم بوخـطـوة ،، البريد الإلكتروني