| 
     خطب الجمـعة |  | 
     | 238 | 
بسم الله الرحمن الرحيم
الظُّلْم ـ جزاء الظلم في الدنيا والآخرة
كتبها : الشيخ عبد الرزّاق طاهر فارح
ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة
26 ربيع الأوَّل 1444 هـ
21 أكتوبر 2022 م
الحمد لله ،،، الحمد لله الذي أنزل القرآن بِلِسَانٍ عربي مُبِين،، وفَصَّل آياتِه،، قُرآناً عربِيَّاً لقوم يعلمون ، بشيراً ونذيرا.
والصلاة والسلام على أفصح العرب قاطبةً،، مَنْ آتاه الله جوامع الكَلِم،، وعلى آله وأصحابه،، وعلى كُلّ مَنْ إِهْتَدَى بِهَدْيِه، واسْتَنَّ بِسُنَّتِه،، واقتَفَى أثَرَهُ،، إلى يومِ الدِّين.
أَسأَل الله تبارك وتعالى الذي جمعنا في هذا المسجد المبارك على طاعته،، أنْ يجمعنا جميعا مع النَّبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصَّالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقا.
أحبتي في الله،
تحدثنا الجمعة الماضية عن تحريم الظلم، وأنَّه ينْقَسِم إلى قِسْمَيْن: ظُلْمٌ لِنَفْسِكَ وظُلْمٌ لِغَيرك. وأنَّ الظالِمَ يَجْنِي ثمرته أو عَوَاقِبَه في الدنيا قبل الآخرة. وقُلنَا، كما في الصَّحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلّم: {إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ}. إقرأوا إِنْ شِأْتُمْ قول الله جلَّ وعلا: {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَٰلِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُۥٓ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} هُود 11:102.
سوف أتحدَّثُ في هذه الخطبة عن عقوبة الظالمين، وجزاء الله للظالمين في الدنيا وفي الآخرة. قال الله جلَّ وعلا: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِۦ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (العنكبوت 40)
{أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ 6 إِرَمَ ذَاتِ ٱلعِمَادِ 7 ٱلَّتِي لَم يُخلَق مِثلُهَا فِي ٱلبِلَٰدِ 8 وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخرَ بِٱلوَادِ 9 وَفِرعَونَ ذِي ٱلأَوتَادِ 10 ٱلَّذِينَ طَغَواْ فِي ٱلبِلَٰدِ 11 فَأَكثَرُواْ فِيهَا ٱلفَسَادَ 12 (فماذا كان العقاب وما الجزاء؟) فَصَبَّ عَلَيهِم رَبُّكَ سَوطَ عَذَابٍ 13 إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلمِرصَادِ 14} (الفجر 89)
أَلَمْ تقرأوا قول الله جلَّ وعلا: { إِنَّ بَطشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ 12 إِنَّهُۥ هُوَ يُبدِئُ وَيُعِيدُ 13 وَهُوَ ٱلغَفُورُ ٱلوَدُودُ 14 ذُو ٱلعَرشِ ٱلمَجِيدُ 15 فَعَّال لِّمَا يُرِيدُ 16 هَل أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلجُنُودِ 17 فِرعَونَ وَثَمُودَ 18} (البروج 85)
أَلَمْ تقرأوا قول الله رَبِّ العليْ: {ٱلحَاقَّةُ 1 مَا ٱلحَاقَّةُ 2 وَمَا أَدرَىٰكَ مَا ٱلحَاقَّةُ 3 كَذَّبَت ثَمُودُ وَعَادُ بِٱلقَارِعَةِ 4 فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ 5 وَأَمَّا عَاد فَأُهلِكُواْ بِرِيح صَرصَرٍ عَاتِيَة 6 سَخَّرَهَا عَلَيهِم سَبعَ لَيَال وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوما فَتَرَى ٱلقَومَ فِيهَا صَرعَىٰ كَأَنَّهُم أَعجَازُ نَخلٍ خَاوِيَة 7 فَهَل تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَة 8} (الحاقّة 69)
أَلَمْ تقرأوا قول الله رَبِّ العليْ: {أَلَمْ تري كيف فعل ربُّك بأصحاب الفيل ...} إلى آخر السورة.
أين الظالمون؟ أين فِرْعَون؟ وأين قارون وأين هامان؟ أين قَوْمُ لُوطْ؟ وأين قوم هُودْ؟ وأين قوم صالِحْ؟ أين المشْرِكُونَ الَّذِيْنَ آذَوْا رَسُولَ الله صلَّ الله عليه وسلَّم؟ أين أبُو جَهْل؟ أين أبُو لَهَبْ؟ أين الجَبَابِرَة؟ أين الطَّوَاغِيتْ؟ أين الظَّالِمُون؟ بَلْ وأين التَّابعون لهم في الغَيْ؟
أين الذين دَوَّخُـوا الدُّنيا بِسَطْوَتِهِم وِذِكْرُهِم فى الوَرَى ظُلْمٌ وَطٌغْيَانُ
هـل أبقى الموت ذا عـزٍّ بِعَـزَّته أو نجا منه بالسلطان إنــسانُ
لا والـذى خلق الأكوان من عدمٍ الكُلُّ يفنى فلا إنس ولا جــانُ
رَوَى البَيْهَقِي وإبن حِبَّان وإبن ماجَة وغيرهم بِسَنَدٍ صحيح، ومِنْ أَهلِ العلم مَنْ حَسَّنَهُ فحسب مِنْ حديث جابر إبن عبد الله وعُبَيْدُ الله إبن مسعود وغيرهما أنَّ النَّبي صلَّ الله عليه وسلَّم لـمَّا رَجَعَت مُهَاجِرَةُ الحبَشَة عَام الفَتْح سألهم وقال: ألا تحدثوني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ قالوا بلى يا رسول الله. بينما نحن جلوسٌ إذْ مرَّت بِنَا عجوز من عجائز رهابينهم تحْمِل على رأسها قُلَّة ماء .فجاء فتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرَّت على ركبتيها فانكسرت قُلَّتُهَا فلما ارتفعت إلتَفَتَتْ إليه فقالت: سوف تعلم يا غُدَرْ (أي يا ظالم) إذا وضع الله الكرسي يوم القيامة، وجمع الأولَّين والآخرين واقْتَصَّ للمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ. سوف تَعْلَمُ كيف أَمْري وأَمْرَكَ عندَهُ غدًا. فقال يقول النَّبِي صلى الله عليه وسلَّم: صَدَقَتْ صَدَقَتْ. كيف يُقَدِّسُ الله أُمَّةً لا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِم مِنْ شَدِيدِهِم. وفي رِواية إبن مسعود: إنَّ الله لا يُقَدِّسُ أُمَّةٌ لا يؤخَذُ للضَعِيفٍ فِيْهِمْ حّقَّهُ.
لا تَظْلِمَنَّ إذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِراً فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تَـنَــام عـيناكَ والمـظْـلـومُ مُنْـتَـبِـهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
وفي يوم القيامة، في يوم الحسرة والنَّدامة، يوم لا ينفع مالٌ ولا بَنُون إلا مَنْ أتى اللهَ بقلب سليم، يُنادَى عليك على رؤس الخلائق: أين فُلان إبن فُلان؟ وقد قَرَعَ النّداء قلبك، وزَلْزَلَ فُؤَادُك. وإذ بمجموعة من الخَلْقِ مِمَنْ ظَلَمْتَهُمْ في الدُّنيا يَجُرُّونَكَ جَرّاً، ويدفعونك دفعاً، لِيُوقِفُوك بين يَدَيْ جَبَّار السموات والأرض. هذا يقول: يا ربِّ، شَتَمَني. وآخر يقول: يا ربِّ، هذا ضَرَبَني، وآخر يقول: يا ربِّ، سَفَكَ دَمِّي وقَتَلَني، والآخر يقول: يا ربِّ، هذا إغتابني، والآخر يقول: يا ربِّ، كُنْتُ مظلوماً، وكانَ قادِراً عَلَى أَنْ يَدْفَعَ عَنِّي الظُلْمَ فَخَذَلَنِي. الملك يقول: أَدِّي لِهَؤُلاءِ حُقُوقهُمْ. إسمع ماذا قال النَّبي صلَّ الله عليه وسلَّم كما في صحيح البُخاري من حديث أبي هُرَيرة رضي الله عنه، قال صلَّ الله عليه وسلَّم: {مَنْ كان عنده لأخيه مَظْلَمَة، فَلْيَتَحَلَّلَهُ مِنْهَا اليَوْم. فَإنَّهُ ليس هُنَاك ثَمَّ (أي فإنَّه ليسَ هُنَاك) دِرْهَمٌ ولا دِينَار، وإنَّمَا يُأْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِه لأَخِيْه. فَإنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتِه قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخَذَ مِنْ سَيّــئَـاتِهِمْ، فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طرح في النَّار}. وهذا هو الخسران المبين.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يُجَنِّبَني وإيّاكم الظلم وأنْ يحفظني وإيَّاكم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنَّه هو الغفور الرَّحيم.
الخطبة الثانية،،
الحمد لله ،، الحمد لله الذي هدانا لهذا ،، وما كنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ،،
صلّ الله عليه وعلى آلِه، وعلى كلُّ مَنْ إهتدَى بهديه، واستَنَّ بِسُنَّتِه واقتفى أثره إلى يوم الدِّين.
أحبَّتي في الله ،، ألا صلُّوا وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاةِ عليه،،
إنَّ الله وملائكته يصلُّون على النَّبي ،، يا أيُّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد
اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد
اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُوا بكَ اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار.
اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية ،، في الدنيا والآخرة.
اللهم إنَّا نعوذوا بك من البرص والجنون والجذام ومن سيِّء الإسقام
يارب ، لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همَّا إلا فَرَجْتَه، ولا ديناً إلا قَضَيتَه، ولا مريضاً إلا شَفَيتَه،
ولا حاجة من حوائج الدنيا، لك رِضَى، ولنا فيها صلاح إلا قضيتها وأعنتها يا أرحم الرَّاحمين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات
إنَّك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات،،
ربَّنَا آتِنا في الدنيا حَسَنَةً ، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذابَ النَّار.
اللهم إنّا نسألك خير المسألة، وخير الدُّعاء، وخير النجاح،
وخير العلم، وخير العمل، وخير الحياة، وخير الممات،
وثَبِّتنا وثبِّت موازيننا، وحقِّق إيماننا، وارفع درجاتنا، وتقبَّل صلاتنا ، وصيامنا، وركوعنا، وسجودنا
برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا
ومتعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا ، وقوّتنا أبداً ما أبقيتنا، واجعله الوارث منَّا.
واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا
ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا
برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنَّا نُحِبُّ نَبِيُّك ونُحِبُّ أصحاب نَبِيُّك ، فاحشرنا معهم وإن لم نعمل بِمِثْلِ أعمالهم ، يا أرحم الراحمين.
اللهم تقبل منَّا،، إنَّك أنت السميع العليم، وتُبْ علينا يا مولانا إنَّك أنت التوَّاب الرحيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
وأَقِمِ الصَّلاة
	
	
	
 
	
 
	
 
 
 
   
   
 
    Faheem Bukhatwa, my email 
address is : faheemfb@gmail.com
	
	 
	 
              
   
 
  
 
  
 
  
 
  
	 
  
  
 