خطب الجمـعة |
![]() |
|
199 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة في الإسلام
كتبها : عبد الرزّاق طاهر فارح
ترجمها إلى الإنجليزية
: د . فهيم بوخطوة
24 ذي الحجة
143815 سبتمبر 2017
أحبتي في الله ،،
كرَّم الإسلام المرأة إكراماً ما أكرمها شرعٌ ولا دينٌ قبله ولا بعده. لا ينبغي أن تُحاكَمَ المرأة المسلمة التي ظلمها زوجها وأساء إليها. ولا ينبغي أن يُحَاكَم دين الله ولا منهج الله، إنَّما ليُحَاكَم الزوج الظالم الذي أساء إلى دينه قبل أن يُسيئ لزوجته.
كرَّم الإسلام المرأة أُمّاً، وكرَّمها الإسلام زوجةً، وكرّمها الإسلام بنتاً. كرَّمها أُمّاً فقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ} 31:14. وفي الصحيحين من حديث أبي هُريرة أنَّ رجلاً سأل النّبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، من أحق النّاس بحسن صحابتي؟ قال: {أُمُّك}. قال ثم من؟ قال: {أُمُّك}. قال ثم من؟ قال: {أُمُّك}. قال ثم من؟ قال: {أبوك}. أي ثم بِرَّ بعد ذلك أباك.
وكرَّمها الإسلام زوجاً كما في صحيح مسلم أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة في حجته، في خطبة الوداع وهو يتكلم صلى الله عليه وسلم عن حرمة الأعراض والدِّماء والأموال، بَــيَّن كرامة المرأة ومكانة المرأة، فقال: {إتَّقوا الله في النِّساء. فإنَّكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله}. ويقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: {إستوصوا بالنِّساء خيراً}. ويقول النَّبي صلى الله عليه وسلم أيضا: {خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي}. بل ويقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: {ما أكرمهنَّ إلا كريم، وما أهانهُنَّ إلا لئيم
ما أحوال زوجاتنا في البيوت؟ هل نحن نُقَدِّرُ زوجاتنا ونكرمهن؟ وهل نُحْسِنُ معاشرتهن؟ وهل يا أخي طبَّقت قول الله جلَّ وعلا قال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} 4:19. وإذا كان حالك مع زوجتك معاملةً حسنةً، فهنيئاً لك. وإذا كان غير ذلك، فَـــتُبْ إلى الله جلَّ وعلا، وغَيِّرْ سلوكك اتجاه زوجتك، وسوف ترى من زوجتك ما تحب وترضى. واعلم أنك لن تمتلك قلبها إلا إذا أشعرتها بحبِّك لها وتقديرك لها وإحترامك لها.
ولم يكتفي الإسلام بذلك ، بل كرَّم المرأة بنتاً. ولِمَا لا وقد قال النبِّي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة حين قالت: "دَخَلَتْ عَلَيَّ إمرأة تسألني صدقة ومعها إبنتان لها. فلم تجد عندي إلا تمرةً واحدة. وأعطيتها إيَّاها. فقسَمَتْهَا بين إبنتيها ولم تأكل منها شيء. فدخل النَّبي صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ فأخبرته". فقال: {يا عائشة، من إِبْتُلِيَ من البنات شيئا (أي من أعطاه الله بناتاً)، فأحسَنَ إليهِنَّ، كُنَّ له سِتْراً من النَّار}. وفي صحيح مسلم والترمذي من حديث أنس أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: {من عَالَ جاريتين (أي إبنتين) صغيرتين حتى تبلغا كنت أنا وهو في الجنَّة كهاتين}. وإبنة النَّبي صلى الله عليه وسلم فاطمة "كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ، قَامَ إِلَيْهَا، فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ". فهذه مكانة البنت وشرفها في الإسلام.
أخي المسلم ، ختاماً ، إن كانت لك أمٌّ قد أغضبتها، أو كنت عاقّاً لها، فاذهب اليوم قبل الغد، إستسمحها، واطلب العفو والصفح منها وراضيها. وإذا لم تكن تتواصل معها أو لم تكن تقم بزيارتها، فزرها وتواصل معها ، إتصل بها. فلن تكون من الفائزين إن كانت غاضبة عليك.
وإن كانت لك زوجة وقد أسأت إليها أو أغلظت عليها ، أو قد عسَّرت عليها، فاقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم. فكن لطيفا وخلوقا معها وكن كريما معها وأحسن إليها وإلى أهلها.
وإن كانت لك إبنة، فعاملها بالحسنى وباللين، وعلِّمها دينها ودنياها. أدخل الفرح إلى قلبها، والإبتسامة إلى ثغرها. فإنّك لن تجد من يهتم بك أفضل منها، ولن تجد أحنَّ منها عليك حين تتقدم بك السِّن.
وإختِصَارُ هذه الخطبة ،، أنَّ الأُنْثَى في الإسلام،، إما:
إبنة ،، تُدْخِلُكَ الجنَّة ، وتحميك من النّار ،، وإمَّا
أمٌّ ،، والجنة تحت قدميها،، وإمَّا
زوجة ،، تُكْمِلُ لك نصف دِيْـنُك
أسأل الله أن يستر لبناتنا وأمَّهاتنا، وزوجاتنا وجميع نساءنا، إنَّه على كلُّ شيءٍ قدير.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه.