خطب الجمـعة |
![]() |
|
200 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
القُدس والمسجد الأقصى
كتبها : ش . عبد الرزّاق طاهر فارح
ترجمها إلى الإنجليزية
: د . فهيم بوخطوة
20
ربيع الأوَّل 143908
ديسمبر 2017
أحبتي في الله ،،
إنَّ المسجد الأقصى مسجدٌ مباركٌ، وهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومَسْرَى رسولنا الأمين محمد صلى الله عليه وسلم. وسُئِل النَّبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ المساجد بُنِيَ أولاً؟ قال: المسجد الحرام. قيل : ثمَّ أيْ؟ قال: ثم المسجد الأقصى. وأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تُشَدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى}.
أحبتي في الله،، فلنعلم وليعلم الجميع أن القدس والأصى جزءٌ من عقيدتنا. ومهما قاله المحتلُّون ومن يُساندهم، لن ولم يستطيعوا أن يجعلوا القدس عاصمةً لليهود. قال الله عن اليهود: {
لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} 3:111. لكن اليوم أُمَّةَ الإسلام أصبحت غثاءً كغثاء السَّيْل كما في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داوود من جديث ثوابان أنّه صلى الله عليه وسلم قال: {يوشِك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكَلَةُ إلى قصعتها. قالوا: أومن قِلَّةٍ يومئذٍ نحن يا رسول الله؟ قال: كلَّا، بل أنتم يومئذٍ كثيراً، ولكنكم غثاءً كغثاءِ السَّيل، وليُوشك الله أن ينزِعَ المهابة من صدوركم ويقذفَ في قلوبكم الوهن. قيل: وما الوهَنْ يا رسول الله؟ قال: حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموت}. نعم صدق رسول الله صلى الله عليهوسلم، أصبحت الأمَّةُ تُقَاتِل بعضها بعضاً، وتنكر بعضها بعضاً. فضعفت قوَّتها، قال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} 8:46. واعلموا عباد الله أنَّنا لن ننتصر إلاَّ إذا رجعنا إلى كتاب ربِّنا وسُنَّةَ رسول صلى الله عليه وسلم، ونطبِّق القرآن والسنة في الواقع تطبيقا عملياً.
قال تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} 47:7. أي إن تطيعوا الله بالإمتثال لأوامره وإجتناب نواهيه، ينصكم الله على أعدائكم.وأبشر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث معاوية أنّه قال: {لا تزال طائفة من أُمَّتي قائمةً بأمر الله، لا يضُرُّهم من خذَلَهم أو خالفَهم حت يأتي أمر الله وهم كذلك}.
وفي حديث أبي حَوَالةَ السَّدِّي أنَّه صلى الله عليه وسلم وضع يده يوماً على رأسه وقال: {يا إبن حَوَالة، إذا رأيت الخلافة قد تزلت الأرض المقدَّسة فقد دنت الزلازلُ والبلايا والأمورُ العِظام. والسَّاعة يومئذٍ أقربُ إلى النَّاس من يدي هذه مِن رأسك}. فما علينا إلا أن نسأل الله لهم أن يحفظهم بحفظه، وأن يحفظ الأقصى بحفظه، وأن يغفر لنا ولكم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه.