Checkout

خطب الجمـعة

faheemfb@gmail.com

187

      

 

     

     


بسم الله الرحمن الرحيم

المؤمنون حقاً

 

كتبها : الشيخ  عبد الرزّاق طاهر فارح

ترجمها إلى الإنجليزية : د . فهيم بوخطوة

 

10  رجب 1438

27  أبريل 2017

 

 أحبتي في الله ،،،  

يقول الله جلَّ وعلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ  وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} 4- 8:2.

ذكرت هذه الآيات الصِّفات التي تُميِّز المؤمنين حقًّا الذين إكتمل إيمانهم، فكانوا القدوة الصَّالحة للمسلمين.

وأول صفةٍ من هذه الصِّفات هي أن المؤمن الحق عند ذِكْرِ الله تبارك وتعالى يجِلُ قلبه، أي يخاف منه، ففعل أوامره وترك زواجره.

ونقل سفيان الثَّوري عن السُّدِّي في تفسير هذه الآية: "هو الرجل يريد أن يظلم، أي يَهُم بالمعصية، فيقال له: إتّق الله، فَيَجِلُ قلبه".

فالخوف من الله صفةٌ من صفات المؤمن الحق. والخوف وقاية للمؤمن من الوقوع في غضب الله وسَخَطِه. فمن خاف لم يعصه. ومن أجل ذلك كان الثواب العظيم لمن خاف مقام ربِّه: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} 46-55. {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ  * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} 41 -79:40.

والصِّفة الثانية للمؤمن الحق هي زيادة الإيمان. ومما يحُسُّ به المرء في نفسه وفي من حوله أن المؤمنين تطمئن قلوبهم بذكر الله، ويزدادون إيمانا بتلاوة آياته. تلاوة متأمِّلة تنتهي بأصحابها إلى العمل. وذلك لأن حلاوة القرآن يتلمَّسُها المرء كما تُليت عليه آيات القرآن، أو قرأها بنفسه، والمؤمن في إرتقاء وصعود.

والصِّفة الثالثة لهذا المؤمن الحق هي التوكُّل على الله. وهي من أعظم صفات المؤمنين وأهمها. فلا يكون التوكّل مقبولاً إلا إذا كان منصرفاً إلى الله فقط. لا يُشاركه سواه. وهذا الذي دلّت عليه الآية بتقديم الجار المجرورو على الفعل وعلى ربِّهم لتكون: {وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} 8:2. قال إبن كثير: أي لا يجوز سواه، ولا يقصدون إلا إيَّاه، ولا يلوذون إلا بجنابه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولا يرغبون إلا إليه. ويعلمون أنّه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنّه المتَصَرِّف في الـمُلك وحده لا شريك له، ولا مُعقِّب لحكمه. وهو سريع الحساب. ولهذا قال سعيد إبن جُبير: التوكّل على الله جمعاً للإيمان.

والصِّفة الرابعة للمؤمن الحق إقامة الصلاة. وهي تُمثِّل غذاء الرُّوح الذي إن فقده الإنسان فقد توازنه، ومزَّقته الأمراض والعُقَد والقلق، وخسر سعادته، الحقيقية يوم القيامة، وكان من الخاسرين. لابد للمسلم ليكون مؤمناً حقاً أن يُقيم الصَّلاة على الوجه الذي يُرضي الله تعالى.

والصِّفة الخامسة التي ذُكِرت في هذه الآيات أنَّ المؤمن الحق يُنْفِقُ ممّا رزقه الله  تعالى. فالمال مال الله، والإنفاق من ذلك دليل على صِدق الإيمان.

سأل رجلٌ الحسن البصري فقال: يا أبا سعيد، أمؤمن أنت؟ فقال له: الإيمان إيمانان. فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنّة والنّار والبعث والحساب فأنا به مؤمن. وإن كنت تسألني عن قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ  وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} 4- 8:2 فوالله ما أدري أأنا منهم أم لا.

فلنتصِّف بهذه الصِّفات، ولنستجب لدعوة الله ورسوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}  8:24

 

أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

الحمد لله ،، الحمد لله الذي هدانا لهذا ،، وما كنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله

وأشهد أن لا إله إلا الله ،، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ،،

صلّ الله عليه وعلى آلِه وصحبه وسلَّم أجمعين ،

أحبَّتي في الله ،، ألا صلُّوا  وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاةِ عليه

إنَّ الله وملائكته يصلُّون على النَّبي ،، يا أيُّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ،، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد

اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد ،، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهم، إنَّك حميد مجيد

 

اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُوا بكَ اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار. 

اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُوا بك اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار. 

اللهم إنَّا نسألك رضاك والجنَّة ،، ونعوذُوا بك اللّهُم من سخَطِكَ والنَّار. 

 

اللهم إنَّا نسألك خير المسألة، وخير الدُّعاء، وخير النَّجَاح،

وخير العِلْم، وخير العَمَل، وخير الحياة، وخير المَمَات

وثبِّتْنا وثقِّل موازينَنَا ، وحَقِّقْ إيماننا، وارفع درجاتنا 

وتقبَّل صلاتنا وصيامنا وركوعنا وسجودنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنا ،، الأحياء منهم والأموات

إنَّك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات

ربَّنَا آتِنا في الدنيا حَسَنَةً ، وفي الآخرة حَسَنَة ، وقِنَا عذابَ النَّار

 

 

اللهم إنَّا نعوذ بك من والبَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام

اللهم إنَّا نعوذ بك من والبَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام

اللهم إنَّا نعوذ بك من والبَرَصِ والجُنُونِ والجُذَامِ ومِنْ سَيِّءِ الأسْقَام،

 

ربَّنا ، لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته ، ولا همَّا إلا فَرَجْتَه، ولا ديناً إلا قَضَيتَه، ولا مريضاً إلا شَفَيتَه،

ولا حاجة من حوائج الدنيا، لك رِضَا، ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسَّرْتَهَا يا أرحم الرَّاحمين

  

اللهم إنَّا نُحِبُّ نَبِيُّك ونُحِبُّ أصحاب نَبِيُّك ،

فاحشرنا معهم وإن لم نعمل بِمِثْلِ أعمالهم ، يا أرحم الراحمين.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

 

 

 


Faheem Bukhatwa, my email address is : faheemfb@gmail.com